7
علوم الحديث 2

تفتقدُ عنصر التوافق مع المسؤولية المذكورة ، أو الأهداف تلك ، فإنّ المجلة لا تتعرّض له ، حَذَراً من أنْ يقتضي ذلك البحث عن مُتابعةٍ ونقدٍ ومحاسبةٍ تكلّف التحرير مزيداً من الجهد والوقت ، وتستغرق من المجلّة صفحات هي بحاجة إليها لتوفير المجال للعمل الأفضل ، الذي تقدّمه بمعونة الأخصّائيين من ذوي الكفاء ات العالية ، وعلى أسس علميّة رصينة .

قال الحازمي (ت584هـ ) «الحديثُ يشتمل على أنواعٍ كثيرةٍ تبلُغُ مائةً ، كلُّ نوعٍ منها علمٌ مستقلٌّ ، لو أنفقَ الطالبُ فيه عُمره لما أدركَ نهايتَه» عجالة المبتدي نقله السيوطى في تدريب الراوي (ص14)

وأخيراً ، فإنّ جُهداً ضخماً مثل ما تطمح إليه المجلّة ، لا يُوفى حقّه إلّا بتوفّر المختصّين كافّة عليه ، من المهتمّين الذين يحسّون بالمسؤوليّة تجاه الحديث الشريف وعلومه ، ويعرفون ما مُنيَ به من غفلةٍ أو تغافلٍ عَفى على كثير من أسراره وآثاره ، وما يُحتاج إليه من البحث الواسع ، والجهد الشّاقّ ، لاستعادة مجده ، وإحياء تُراثه .
و«علوم الحديث» وهي في بداية هذه الطريق الشائكة ، تطمح أن تتقدّم ، ملتزمةً بالأهداف ، وتفتح صفحاتها لتكون منتدىً رحباً لما يجيش في صدور أنصار الحديث الشريف وأحبّائه ، وغديراً واسعاً لما تفيض به أفكار أوليائه ، وأقلام علمائه .
والله وليّ التوفيق ، إنّه ذوالجلال والإكرام .
التحرير


علوم الحديث 2
6

كما تفتخر المجلّةُ بما وردها من نقدٍ ، قدّمه المخلصون من القُرّاء الكرام ، سواء في مجال الإخراج الفنّي ، أم في طريقة عرض بعض البحوث أو محتوياتها ، وقد عبّر ذلك
أوّلاً عن المتابعة الجادّة للقُرّاء ، لما جاء في المجلّة ـ شكلاً ومضموناً ـ والمراقبة النافذة لما نشر وينشر ، وهو ـ بلا ريبٍ ـ أفضل ما يعوّض التحرير عمّا يبذله من جُهدٍ لإعدادها .
وثانياً عن وجوب تلافي ما أمكن ، والعمل في سبيل التطوير إلى الأفضل والأكمل ، وهو ما يقوم به التحرير ـ شاكراً لأُولئك الإخوة ـ وستُشاهد آثاره في هذا العدد الثاني ، المأمول أن يؤمّن وجهات النظر التي قدّمها الناقدون ، وتعبيراً عمليّاً عن قناعتنا بضرورة النقد البنّاء .
على أنّ بعضاً آخرَ ، لم يُخْفِ ما يُكنّه من تحيّز تجاه المجلّة ، بالتركيز على نقاط ضعفٍ ضئيلة ، مُعرضاً عمّا لا يخفى من الجهد المبذول من أجل إعدادها وإخراجها ، ممّا لا يمكن أن يُنكر ، مهما كانت التوجّهات ، والآراء والأفكار .
ولم يكوّن مثل هذا التصرّف عقَبَةً إطلاقاً ، ولكن لم يَخْلُ عملٌ طموح مثل مجلّة «علوم الحديث» من مشاكلَ وعقبات أُخرى ، فإذا كانَ «لكلّ شي ء آفةٌ» كما في الحديث الشريف ، فإنّ عملاً مثل هذا ، لا يخلو ممّا ينبغي أنْ يتجاوزه لو اعترضه ، خصوصاً مع سعة الميدان الذي يُغطّيه ، وكثافة الأعمال المفروضة فيه .
وإذا أضفنا إلى ذلك محدوديّة صفحات المجلّة ، وحصر وتيرتها بستّة أشهر للعدد ، فهذا ما يجعل اختيار المواضيع المهمّة أمراً متعسّراً بل يجعل أمر استيفاء البحوث وإحصاء جميع أطرافها أمراً متعذّراً لأنّها التزمت بالمسؤوليّة أمام ما تورده ، وليس لها إلّا تقديم الأفضل ، والذي يتمشّى مع أهدافها المرسومة .
ولقد سرى هذا الإشكال على باب «أنباء وجهود» فإنّ أيّة «نشرة» أو «مقال» أو «محاضرة» أو «لقاء» أو «ندوة» أو «مركز» أو «مؤسّسة» أو «كتاب»

  • نام منبع :
    علوم الحديث 2
عدد المشاهدين : 22997
الصفحه من 291
طباعه  ارسل الي