تفتقدُ عنصر التوافق مع المسؤولية المذكورة ، أو الأهداف تلك ، فإنّ المجلة لا تتعرّض له ، حَذَراً من أنْ يقتضي ذلك البحث عن مُتابعةٍ ونقدٍ ومحاسبةٍ تكلّف التحرير مزيداً من الجهد والوقت ، وتستغرق من المجلّة صفحات هي بحاجة إليها لتوفير المجال للعمل الأفضل ، الذي تقدّمه بمعونة الأخصّائيين من ذوي الكفاء ات العالية ، وعلى أسس علميّة رصينة .
قال الحازمي (ت584هـ ) «الحديثُ يشتمل على أنواعٍ كثيرةٍ تبلُغُ مائةً ، كلُّ نوعٍ منها علمٌ مستقلٌّ ، لو أنفقَ الطالبُ فيه عُمره لما أدركَ نهايتَه» عجالة المبتدي نقله السيوطى في تدريب الراوي (ص14)
وأخيراً ، فإنّ جُهداً ضخماً مثل ما تطمح إليه المجلّة ، لا يُوفى حقّه إلّا بتوفّر المختصّين كافّة عليه ، من المهتمّين الذين يحسّون بالمسؤوليّة تجاه الحديث الشريف وعلومه ، ويعرفون ما مُنيَ به من غفلةٍ أو تغافلٍ عَفى على كثير من أسراره وآثاره ، وما يُحتاج إليه من البحث الواسع ، والجهد الشّاقّ ، لاستعادة مجده ، وإحياء تُراثه .
و«علوم الحديث» وهي في بداية هذه الطريق الشائكة ، تطمح أن تتقدّم ، ملتزمةً بالأهداف ، وتفتح صفحاتها لتكون منتدىً رحباً لما يجيش في صدور أنصار الحديث الشريف وأحبّائه ، وغديراً واسعاً لما تفيض به أفكار أوليائه ، وأقلام علمائه .
والله وليّ التوفيق ، إنّه ذوالجلال والإكرام .
التحرير