1 / 1 ـ 2
خَليلُ الرَّحمن
الكتاب
«وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَ هِيمَ خَلِيلاً» . ۱
الحديث
۵۰۴.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَا اتَّخَذَ اللّه ُ إبراهيم خَليلاً إلاّ لإِِطعامِهِ الطَّعامَ ، وصَلاتِهِ بِاللَّيلِ وَالنّاسُ نِيامٌ . ۲
۵۰۵.الإمام الباقر عليه السلام :اِتَّخَذَ اللّه ُ عز و جل إبراهيم خَليلاً ، لأَِنَّهُ لَم يَرُدَّ أحَدا ، ولَم يَسأَل أحَدا غَيرَ اللّه ِ عز و جل . ۳
1 / 1 ـ 3
الاِمتِحانُ بِالإِلقاءِ فِي النّارِ
الكتاب
«قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَ انصُرُواْ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَـعِلِينَ * قُلْنَا يَـنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَـمًا عَلَى إِبْرَ هِيمَ » . ۴
الحديث
۵۰۶.تفسير القمّي :اِستَشارَ نُمرود قَومَهُ في إبراهيم «قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَ انصُرُواْ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَـعِلِينَ» ، فَقالَ الصّادِق عليه السلام : كانَ
فِرعونُ إبراهيم لِغَيرِ رُشدٍ وأصحابُهُ لِغَيرِ رُشدٍ . . . فَإِنَّهُم قالوا لِنُمرود : حَرِّقوهُ وَانصُروا آلِهَتَكُم إن كُنتُم فاعِلينَ وَكانَ موسى_'feوأصحابُهُ رَشَدَةً ، فَإِنَّهُ لَمَّا استَشارَ أصحابَهُ في موسى ، قالوا : «أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِى الْمَدَآئِنِ حَـشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَـحِرٍ عَلِيمٍ» ، فَحَبَسَ إبراهيم وجَمَعَ لَهُ الحَطَبَ حَتّى إذا كانَ اليَومُ الَّذي ألقى فيهِ نُمرود إبراهيم فِي النّارِ ، بَرَزَ نُمرود وجُنودُهُ وقَد كانَ بُنِيَ لِنُمرود بِناءٌ لِيَنظُرَ مِنهُ إلى إبراهيم كَيفَ تَأخُذُهُ النّارُ ، فَجاءَ إبليسُ وَاتَّخَذَ لَهُمُ المَنجَنيقَ ؛ لأَِنَّهُ لَم يَقدِر واحِدٌ أن يَقرُبَ مِن تِلكَ النّارِ عَن غَلوَةِ سَهمٍ وكانَ الطّائِرُ مِن مَسيرَةِ فَرسَخٍ يَرجِعُ عَنها إن يَتَقارَب مِنَ النّارِ ، وكانَ الطّائِرُ إذا مَرَّ فِي الهَواءِ يَحتَرِقُ فَوُضِعَ إبراهيم عليه السلام فِي المَنجَنيقِ وجاءَ أبوهُ ۵ فَلَطَمَهُ لَطمَةً ، وقالَ لَهُ : ارجِع عَمّا أنتَ عَلَيهِ .
وأنزَلَ الرَّبُ مَلائِكَتَهُ إلَى السَّماءِ الدُّنيا ولَم يَبقَ شَيءٌ إلاّ طَلَبَ إلى رَبِّهِ ، وقالَتِ الأَرضُ : يا رَبِّ لَيسَ عَلى ظَهري أحَدٌ يَعبُدُكَ غَيرُهُ فَيُحَرَّقُ !
وقالَتِ المَلائِكَة : يا رَبِّ خَليلُكَ إبراهيم يُحَرَّقُ !
فَقالَ اللّه ُ عز و جل : أما إنَّهُ إن دَعاني كَفَيتُهُ .
وقالَ جَبرَئيل : يا رَبِّ ، خَليلُكَ إبراهيم لَيسَ فِي الأَرضِ أحَدٌ يَعبُدُكَ غَيرُهُ سَلَّطتَ عَلَيهِ عَدُوَّهُ يُحرِقُهُ بِالنّارِ .
فَقالَ : اسكُت إنَّما يَقولُ هذا عَبدٌ مِثلُكَ يَخافُ الفَوتَ هُوَ عَبدي آخُذُهُ إذا شِئتُ فَإِن دَعاني أجَبتُهُ ، فَدَعا إبراهيم عليه السلامرَبَّهُ بِسورَةِ الإِخلاصِ «يا اللّه ُ يا واحِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ ، يا مَن لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، نَجِّني مِنَ النّارِ بِرَحمَتِكَ» .
فَالتَقى مَعَهُ جَبرَئيل فِي الهَواءِ وقَد وُضِعَ فِي المَنجَنيقِ ، فَقالَ : يا إبراهيم ، هَل لَكَ إلَيَّ مِن حاجَةٍ .
فَقالَ إبراهيم : أمّا إلَيكَ فَلا ، وأمّا إلى رَبِّ العالَمينَ فَنَعَم ، فَدَفَعَ إلَيهِ خاتَما عَلَيهِ مَكتوبٌ : «لا إلهَ إلاَّ اللّه ُ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّه ألجَأتُ ظَهري إلَى اللّه ِ أسنَدتُ أمري إلَى اللّه ِ وفَوَّضتُ أمري إلَى اللّه ِ» ، فَأَوحَى اللّه ُ إلَى النّارِ كوني بَردا ، فَاضطَرَبَت أسنانُ إبراهيم مِن البَردِ حَتّى قالَ : «وَسَلَـمًا عَلَى إِبْرَ هِيمَ» وَانحَطَّ جَبرَئيل وجَلَسَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ فِي النّارِ .
ونَظَرَ إلَيهِ نُمرود ، فَقالَ : مَنِ اتَّخَذَ إلها فَليَتَّخِذ مِثلَ إلهِ إبراهيم . ۶
1.النساء : ۱۲۵ .
2.علل الشرائع : ص ۳۵ ح ۴ .
3.علل الشرائع : ص ۳۴ ح ۲ .
4.الأنبياء : ۶۸ و ۶۹ .
5.لم يكن أذر أبا لإبراهيم عليه السلام بل كان عمّه ، وقد عبّر القرآن الكريم عن أبويه بالوالدين : «رَبَّنَا اغْفِرْ لِى وَ لِوَ لِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ» إبراهيم : ۴۱ .
ويطلق الأب على العمّ؛ لأنّه يقوم ببعض شؤون ابن الأخ ، وقد عبّر القرآن بذلك في موضع آخر حيث سمّى إسماعيل عمّ يعقوب أبا فقال : «إِلَـهَكَ وَ إِلَـهَ ءَابَآئِكَ إِبْرَ هِيمَ وَ إِسْمَـعِيلَ وَ إِسْحَـقَ» البقرة : ۱۳۳ .
6.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۷۲ .