«إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّ هٌ مُّنِيبٌ » . ۱
الحديث
  ۵۱۱.الإمام الباقر عليه السلام ـ في قَولِهِ تَعالى :«إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَأَوَّ هٌ حَلِيمٌ » ـ : الأَوّاهُ هُوَ لدَّعّاءُ . ۲
  ۵۱۲.الإمام الصادق عليه السلام ـ في قَولِهِ تَعالى :«إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّ هٌ مُّنِيبٌ » ـ : دَعّاءٌ . ۳
  ۵۱۳.الإمام الباقر عليه السلام :خَرَجَ إبراهيم عليه السلام ذاتَ يَومٍ يَسيرُ فِي البِلادِ لِيَعتَبِرَ فَمَرَّ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرضِ فَإِذا هُوَ بِرَجُلٍ قائِمٍ يُصَلّي قَد قَطَعَ إلَى السَّماءِ صَوتَهُ ولِباسُهُ شَعَرٌ ، فَوَقَفَ عَلَيهِ إبراهيم عليه السلام فَعَجِبَ مِنهُ وجَلَسَ يَنتَظِرُ فَراغَهُ ، فَلَمّا طالَ ذلِكَ عَلَيهِ حَرَّكَهُ بِيَدِهِ وقالَ لَهُ : إنَّ لي حاجَةً فَخَفِّف ، قالَ : فَخَفَّفَ الرَّجُلُ وجَلَسَ إبراهيم ، فَقالَ له إبراهيم عليه السلام : لِمَن تُصَلّي؟ 
 فَقالَ : لإِِلهِ إبراهيم . 
 فَقالَ : ومَن إلهُ إبراهيم؟ 
 قالَ : الَّذي خَلَقَكَ وخَلَقَني . 
 فَقالَ لَهُ إبراهيم : لَقَد أعجَبَني نَحوُكَ وأ نَا اُحِبُّ أن اُؤاخِيَكَ فِي اللّه ِ عز و جل ، فَأَينَ مَنزِلُكَ إذا أرَدتُ زِيارَتَكَ ولِقاءَكَ؟ 
 فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : مَنزِلي خَلفَ النُّطفَةِ ـ وأشارَ بِيَدِهِ إلَى البَحرِ ـ 
 وأمّا مُصَلاّيَ فَهذَا المَوضِعُ تُصيبُني فيهِ إذا أرَدتَني إن شاءَ اللّه ُ ، ثُمَّ قالَ الرَّجُلُ لاِءِبراهيم : لَكَ حاجَةٌ؟ 
 فَقالَ إبراهيم : نَعَم . 
 فَقالَ الرَّجُلُ : وما هِيَ؟ 
 قالَ لَهُ : تَدعُو اللّه َ واُؤَمِّنُ أنَا عَلى دُعائِكَ ، أو أدعو أ نَا وتُؤَمِّنُ أنتَ عَلى دُعائي؟ 
 فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : وفيمَ نَدعُو اللّه َ؟ 
 قالَ لَهُ إبراهيمُ : لِلمُذنِبينَ المُؤمِنينَ . 
 فَقالَ الرَّجُلُ : لا . 
 فَقالَ إبراهيم : ولِمَ؟ 
 فَقالَ : لأَِنّي دَعَوتُ اللّه َ مُنذُ ثَلاثِ سِنينَ بِدَعوَةٍ لَم أرَ إجابَتَها إلَى السّاعَةِ ، وأ نَا أستَحيي مِنَ اللّه ِ عز و جل أن أدعُوَهُ بِدَعوَةٍ حَتّى أعلَمَ أنَّهُ قَد أجابَني . 
 فَقالَ إبراهيم : وفيما دَعَوتَهُ؟ 
 فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : إنّي لَفي مُصَلاّيَ هذا ذاتَ يَومٍ إذ مَرَّ بي غُلامُ أروَعُ ، النّورُ يَطلُعُ مِن جَبهَتِهِ ، لَهُ ذُؤابَةٌ مِن خَلفِهِ ، وَمَعَهُ بَقَرٌ يَسوقُها ، كَأَنَّما دُهِنَت دَهنا ، وغَنَمٌ يَسوقُها كَأَنَّما دُخِسَت دَخساً . قالَ : فَأَعجَبَني ما رَأيتُ مِنهُ ، فَقُلتُ : يا غُلامُ ، لِمَن هذا البَقَرُ وَالغَنَمُ ؟ 
 فَقالَ : لي . 
 فَقُلتُ : ومَن أنتَ ؟ 
 فَقالَ : أ نَا إسماعيل بنُ إبراهيم خَليلِ الرَّحمن عز و جل . فَدَعَوتُ اللّه َ عز و جل عِندَ ذلِكَ وسَأَلتُهُ أن يُرِيَني خَليلَهُ . 
 فَقالَ لَهُ إبراهيم عليه السلام : فَأَ نَا إبراهيم خَليلُ الرَّحمن ، وذلِكَ الغُلامُ ابني . 
 فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ عِندَ ذلِكَ : الحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمينَ ، الَّذي أجابَ دَعوَتي ، قالَ : ثُمَّ قَبَّلَ الرَّجُلُ صَفحَتَي وَجهِ إبراهيم وعانَقَهُ ، ثُمَّ قالَ : الآنَ فَقُم وَادعُ حَتّى اُؤَمِّنَ عَلى دُعائِكَ ، فَدَعا إبراهيم عليه السلاملِلمُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ المُذنِبينَ مِن يَومِهِ ذلِكَ إلى يَومِ القِيامَةِ بِالمَغفِرَةِ وَالرِّضا عَنهُم ، قالَ : وأمَّنَ الرَّجُلُ عَلى دُعائِهِ . 
 فَقالَ أبو جَعفَر عليه السلام : فَدَعوَةُ إبراهيم بالِغَةٌ لِلمُؤمِنينَ المُذنِبينَ مِن شيعَتِنا إلى يَومِ القِيامَةِ . ۴