2 / 2
سَيِّدَةُ نِساءِ العالَمينَ
الكتاب
«إِنَّـآ أَعْطَيْنَـكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» . ۱
«وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا » . ۲
الحديث
۵۴۷.شرح نهج البلاغة :أرسَلَ إلَيهِ (يعني أميرَ المُؤمِنين عليه السلام) عَمرُو بنُ العاص يَعيبُهُ بِأَشياءَ ، مِنها أنَّهُ يُسَمّي حَسَنا وحُسَينا : وَلدَي رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله فَقالَ (الإِمامُ عَلِيٌّ عليه السلام) لِرَسولِهِ : قُل لِلشّانِىَ ابنِ الشّانِىَ ؛ لَو لَم يَكونا وَلَدَيهِ لَكانَ أبتَرَ ۳ ، كَما زَعَمَهُ أبوكَ! ۴
۵۴۸.الكشّاف عن ابن عبّاس :إنَّ الحَسَن وَ الحُسَين مَرِضا ، فَعادَهُما رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله في ناسٍ مَعَهُ ، فَقالوا : يا أبَا الحَسَن ، لَو نَذَرتَ عَلى وَلَدِكَ. فَنَذَرَ عَلِيٌّ وفاطِمَة وفِضَّة ـ جارِيَةٌ لَهُما ـ إن بَرِئا مِمّا بِهِما
أن يَصوموا ثَلاثَةَ أيّامٍ ، فَشُفِيا وما مَعَهُم شَيءٌ ، فَاستَقرَضَ عَلِيٌّ مِن شَمعونَ الخَيبَرِيِّ اليَهودِيِّ ثَلاثَ أصواعٍ مِن شَعيرٍ ، فَطَحَنَت فاطِمَة صاعا وَاختَبَزَت خَمسَةَ أقراصٍ عَلى عَدَدِهِم ، فَوَضَعوها بَينَ أيديهِم لِيُفطِروا ، فَوَقَفَ عَلَيهِم سائِلٌ ، فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم أهلَ بَيتِ مُحَمَّد ، مِسكينٌ مِن مَساكينِ المُسلِمين ، أطعِموني أطعَمَكُمُ اللّه ُ مِن مَوائِدِ الجَنَّةِ ، فَآثَروهُ ، وباتوا لَم يَذوقوا إلاَّ الماءَ ، وأصبَحوا صِياما ، فَلَمّا أمسَوا ووَضَعُوا الطَّعامَ بَينَ أيديهِم وَقَفَ عَلَيهِم يَتيمٌ ، فَآثَروهُ ، ووَقَفَ عَلَيهِم أسيرٌ فِي الثّالِثَةِ ، فَفَعلوا مِثلَ ذلِكَ.
فَلَمّا أصبَحوا أخَذَ عَلِيٌّ عليه السلام بِيَدِ الحَسَن وَالحُسَين وأقبَلوا إلى رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا أبصَرَهُم و هُم يَرتَعِشونَ كَالفَراخِ مِن شِدَّةِ الجوعِ ، قالَ : ماأشَدَّ ما يَسوءُني ما أرى بِكُم! وقامَ فَانطَلَقَ مَعَهُم فَرَأى فاطِمَةَ في مِحرابِها قَدِ التَصَقَ ظَهرَها بِبَطنِها وغارَت عَيناها ، فَساءَهُ ذلِكَ .
فَنَزَلَ جَبرَئيلُ و قالَ : خُذها يا مُحَمَّد ، هَنَّأَكَ اللّه ُ في أهلِ بَيتِكَ ، فَأَقرَأَهُ السّورَةَ . ۵