3 / 9
جُوَيرِيَةُ بنُ مُسِهر
جُوَيرِيَةُ بنُ مُسهِرٍ العَبدِيُّ مِن أصحابِ الإِمام عليه السلام السّابِقينَ المُقَرَّبينَ ، ومِن ثِقاتِهِ .
كانَ عَبدا صالِحا ، وصَديقا لِلإِمامِ عليه السلام ، وكانَ الإِمامُ يُحِبُّهُ .
اُستُشهِدَ جُوَيرِيَة في أيّامِ خِلافَةِ مُعاوِيَة ، حَيثُ قَطَعَ زِياد يَدَهُ ورِجلَهُ ، ثُمَّ صَلَبَهُ .
3 / 10
الحارِثُ الهَمدانِيُّ
هُوَ الحارِثُ بنُ عَبدِ اللّه ِ بنِ كَعبٍ الأَعوَرُ الهَمدانِيُّ الكوفِيُّ ، أبو زُهَير . كانَ مِن أصحابِ الإِمامِ عَلِيٍّ وَالإِمامِ الحَسَن عليهماالسلام ومِنَ الشّيعَة الاُوَلِ ، كَثيرَ العِلمِ ، مِن أفقَهِ النّاسِ وأفرَضِهِم ، تَعَلَّمَ الفَرائِضَ مِنَ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام .
كانَ مِن وُجوهِ النّاسِ بِالكوفَة ، ومِنَ الَّذينَ ثاروا عَلى عُثمان وطالَبوا بِعَزلِ سَعيدِ بنِ العاص ومِمَّن سَيَّرَهُم عُثمان .
تُوُفِّيَ سَنَةَ 65 ه بِالكوفَة .
3 / 11
حُجرٌ بنُ عَدِيٍّ
حُجرُ بنُ عَدِيِّ بنِ مُعاوِيَةَ الكِندِيُّ ، أبو عَبدِ الرَّحمن ، وهُوَ المَعروفُ بِحُجرِ الخَير ، وَابنِ الأَدبَر ، كانَ جاهِلِيّاً إسلامِيّاً ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ ، ولَهُ صُحبَةٌ . مِنَ الوُجوهِ المُتَأَلِّقَةِ فِي التّاريخِ الإِسلامِيِّ ، ومِنَ القِمَمِ الشّاهِقَةِ
السّاطِعَةِ فِي التّاريخِ الشّيعِيِّ . جاءَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وأسلَمَ وهُوَ لَم يَزَل شابّاً . وكانَ مِن صِفاتِهِ : تَجافيهِ عَنِ الدُّنيا ، وزُهدُهُ ، وكَثرَةُ صَلاتِهِ وصِيامِهِ ، وَاستِبسالُهُ وشَجاعَتُهُ ، وشَرَفُهُ ونُبلُهُ وكَرامَتُهُ ، وصَلاحُهُ وعِبادَتُهُ . وكانَ مَعروفاً بِالزُّهدِ ، مُستَجابَ الدَّعوَةِ لِما كانَ يَحمِلُهُ مِن روحٍ طاهِرَةٍ ، وقَلبٍ سَليمٍ ، ونَقيبَةٍ مَحمودَةٍ ، وسيرَةٍ حَميدَةٍ .
ولَم يَسكُت حُجر قَطُّ أمامَ إماتَةِ الحَقِّ وإحياءِ الباطِلِ وَالرُّكونِ إلَيهِ . مِن هُنا ثارَ عَلى عُثمان مَعَ سائِرِ المُؤمِنينَ المُجاهِدينَ . ولَم يَألُ جُهداً في تَحقيقِ حاكِمِيَّةِ الإِمامِ أميرِ المُؤمِنين عليه السلام ، فَعُدَّ مِن خاصَّةِ أصحابِهِ وشيعَتِهِ المُطيعينَ .
اِشتَرَكَ حُجر فِي حُروبِ الإِمامِ عليه السلام . وكانَ فِي الجَمَل قائِداً عَلى خَيّالَةِ كِندَة ، وفي صِفّين أميراً عَلى قَبيلَتِهِ ، وفِي النَّهرَوان قادَ مَيسَرَةَ الجَيشِ أو مَيمَنَتَهُ .
وكانَ فَصيحَ اللِّسانِ ، نافِذَ الكَلامِ ، يَتَحَدَّثُ بِبَلاغَةٍ ، ويَكشِفُ الحَقائِقَ بِفَصاحَةٍ . وآيَةُ ذلِكَ كَلامُهُ الجَميلُ المُتَبَصِّرُ في تِبيانِ مَنزِلَةِ الإِمامِ عليه السلام .
وكانَ نَصيرَ الإِمامِ الوَفِيَّ المُخلِصَ ، وَالمُدافِعَ المُجِدَّ عَنهُ . ولَمّا أغارَ الضَّحّاكُ بنُ قَيس عَلَى العِراق ، أمَرَهُ الإِمامُ عليه السلام بِصَدِّهِ ، فَهَزَمَهُ حُجربِبُطولَتِهِ وشَجاعَتَهِ ، وأجبَرَهُ عَلَى الفِرارِ .
اِطَّلَعَ حُجر عَلى مُؤامَرَةِ قَتلِ الإِمامِ عليه السلام قَبلَ تَنفيذِها بِلَحَظاتٍ ، فَحاوَلَ بِكُلِّ جُهدِهِ أن يَتَدارَكَ الأَمرَ فَلَم يُفلِح . وَاغتَمَّ لِمَقتَلِهِ كَثيراً .
وكانَ مِن أصحابِ الإِمامِ الحَسَن عليه السلام الغَيارَى الثّابِتينَ .
وقَد جاشَ دَمُ غَيرَتِهِ في عُروقِهِ حينَ سَمِعَ خَبَرَ الصُّلحِ ، فَاعتَرَضَ ، فَقالَ لَهُ الإِمامُ الحَسَن عليه السلام : لَو كانَ غَيرُكَ مِثلَكَ لَما أمضَيتُهُ .
وكانَ قَلبُهُ يَتَفَطَّرُ ألَماً مِن مُعاوِيَة . وطالَما كانَ يَبرَأُ مِن هذَا الوَجهِ القَبيحِ لِحِزبِ الطُّلَقاء الَّذي تَأَمَّرَ عَلَى المُسلِمين ، ويَدعو عَلَيهِ مَعَ جَمعٍ مِنَ الشّيعَة . وهُوَ الحِزبُ الَّذي كانَ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله وَصَفَهُ بِأَ نَّهُ مَلعونٌ . وكانَ حُجر يَقِفُ لِلدِّفاعِ عَنِ العَقيدَةِ وأهلِ البَيت عليهم السلام بِلا وَجَلٍ ، ويُعَنِّفُ المُغيرَة الَّذي كانَ فَرداً في رِجسِهِ وقُبحِهِ ورَذالَتِهِ ، وقَد تَسَلَّطَ عَلَى الكوفَة في أثناءِ حُكومَةِ الطُّلَقاء ، وكانَ يَطعَنُ في عَلِيٍّ عليه السلام وشيعَتِهِ . وضاقَ مُعاوِيَة ذَرعاً بِحُجر وبِمَواقِفِهِ وكَشفِهِ الحَقائِقَ ، وصَلابَتِهِ ، وثَباتِهِ ، فَأَمَرَ بِقَتلِهِ وتَمَّ تَنفيذُ أمرِهِ ، فَاستُشهِدَ ذلِكَ الرَّجُلُ الصّالِحُ في «مَرج عَذراء» سَنَةَ 51 ه ، مَعَ ثُلَّةٍ مِن رِفاقِهِ .
وكانَ حُجر وَجيهاً عِندَ النّاسِ ، وذا شَخصِيَّةٍ مَحبوبَةٍ نافِذَةٍ ، وَمنزِلَةٍ حَسَنَةٍ ، فَكَبُرَ عَلَيهِمُ استِشهادُهُ ، وَاحتَجّوا عَلى مُعاوِيَة ، وقَرَّعوهُ عَلى فِعلِهِ القَبيحِ هذا . وكانَ الإِمامُ الحُسَين عليه السلام مِمَّن تَأَ لَّمَ كَثيراً لاِستِشهادِهِ ، وَاعتَرَضَ عَلى مُعاوِيَة في رِسالَةٍ بَليغَةٍ لَهُ أثنى فيها ثَناءً بالِغاً عَلى حُجر ، وذَكَرَ استِفظاعَهُ لِلظُّلمِ ، وذَكَّرَ مُعاوِيَة بِنَكثِهِ لِلعَهدِ ، وإراقَتِهِ دَمَ حُجرالطّاهِرَ ظُلماً وعُدواناً . وَاعتَرَضَت عائِشَة أيضاً عَلى مُعاوِيَة مِن خِلالِ ذِكرِها حَديثاً حَولَ شُهَداءِ «مَرج عَذراء» .
وكانَ مُعاوِيَة ـ عَلى مَا اتَّصَفَ بِهِ مِن فَسادِ الضَّميرِ ـ يَرى قَتلَ حُجرمِن أخطائِهِ ، ويُعَبِّرُ عَن نَدَمِهِ عَلى ذلِكَ ، وقالَ عِندَ دُنُوِّ أجَلِهِ : لَو كانَ ناصِحٌ لَمَنَعَنا مِن قَتلِهِ !
وقَتَلَ مُصعَبُ بنُ الزُّبَير وَلَدَي حُجر : عُبَيدَ اللّه ، وعَبدَ الرَّحمن صَبراً .
وكانَ الإِمامُ أميرُ المُؤمِنين عليه السلام قَد أخبَرَ بِاستِشهادِهِ مِن قَبلُ ، وشَبَّهَ استِشهادَهُ ، وصَحبِهِ بِاستِشهادِ «أصحابِ الاُخدود» .
روي أنّه لَمّا اُتِيَ بِحُجر فَاُمِرَ بِقَتلِهِ ، قالَ : اِدفِنوني في ثِيابي ؛ فَإِنّي اُبعَثُ مُخاصِما . ۱