3 / 13
حَنظَلَة غَسيلُ المَلائِكِة
كان حَنظَلَةُ بنُ أبي عامِر رَجُلاً مِنَ الخَزرَج ، قَد تَزَوَّجَ في تِلكَ اللَّيلَةِ ـ الَّتي كانَ في صَبيحَتِها حَربُ اُحُد ـ بِنتَ عَبدِاللّه ِ بنِ أبي سَلول ، ودَخَلَ بِها في تِلكَ اللَّيلَةِ ، وَاستَأذَنَ رَسولَ اللّه صلى الله عليه و آله أن يُقيمَ عِندَها ، فَأَنزَلَ اللّه ُ : «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّى يَسْتَـئذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَـئذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَـئذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ»۱ فَأَذِنَ لَهُ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله ...، فَدَخَلَ حَنظَلَةُ بِأَهلِهِ وواقَعَ عَلَيها، فَأَصبَحَ وخَرَجَ وهُوَ جُنُبٌ، فَحَضَرَ القِتالَ ، فَبَعَثَ امرَأَتُهُ إلى أربَعَةِ نَفَرٍ مِنَ الأَنصار لَمّا أرادَ حَنظَلَة أن يَخرُجَ مِن عِندِها وأشهَدَت عَلَيهِ أنَّهُ قَد واقَعَها ، فَقيلَ لَها : لِمَ فَعَلتِ ذلِكَ؟ قالَت: رَأَيتُ في هذِهِ اللَّيلَةِ في نَومي كَأَنَ السَّماءَ قَدِ انفَرَجَت فَوَقَعَ فيها حَنظَلَة، ثُمَّ انضَمَّت ، فَعَلِمتُ أنَّهَا
الشَّهادَةُ ، فَكَرِهتُ أن لا اُشهِدَ عَلَيهِ فَحَمَلَت مِنهُ .
فَلَمّا حَضَرَ القِتالَ نَظَرَ حَنظَلَة إلى أبي سُفيان عَلى فَرَسٍ يَجولُ بَينَ العَسكَرَينِ فَحَمَلَ عَلَيهِ فَضَرَبَ عُرقوبَ فَرَسِهِ فَاكتَسَعَتِ الفَرَسُ ، وسَقَطَ أبو سُفيان إلَى الأَرضِ ، وصاحَ يا مَعشَرَ قُرَيش ، أنَا أبو سُفيان وهذا حَنظَلَة يُريدُ قَتلي ، وعَدا أبو سُفيان ومَرَّ حَنظَلَة في طَلَبِهِ ، فَعَرَضَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ المُشرِكين فَطَعَنَهُ فَمَشى إلَى المُشرِكِ في طَعنِهِ فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ ، وسَقَطَ حَنظَلَة إلَى الأَرضِ بَينَ حَمَزَة وعَمرِو بنِ الجُموح وعَبدِاللّه ِ بنِ حِزام وجَماعَةٍ مِنَ الأَنصار ، فَقالَ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله : رَأَيتُ المَلائِكَة يُغَسِّلونَ حَنظَلَة بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ بِماءِ المُزنِ في صَحائِفَ مِن ذَهَبٍ فَكانَ يُسَمّى غَسيلَ المَلائِكَة . ۲