275
جواهر الحكمة للشّباب

3 / 19

شابٌّ مِن أَهلِ المَعرَفَةِ

رُوِيَ إنَّهُ صلى الله عليه و آله سَلَّمَ عَلَيهِ غُلامٌ دونَ البُلوغِ وبَشَّ لَهُ وتَبَسَّمَ فَرَحا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ،
فَقالَ لَهُ : أتُحِبُّني يا فَتى؟
فَقالَ :إي وَاللّه ِ يا رَسولَ اللّه .
فَقالَ لَهُ : مِثلَ عَينَيكَ؟
فَقالَ :أكثَرَ.
فَقالَ : مِثلَ أبيكَ؟
فَقالَ :أكثَرَ.
فَقالَ : مِثلَ اُمِّكَ ؟
فَقالَ : أكثَرَ.
فَقالَ : مِثلَ نَفسِكَ ؟
فَقالَ : أكثَرَ وَاللّه ِ يا رَسولَ اللّه .
فَقالَ : أمِثلَ رَبِّكَ ؟
فَقالَ : اللّه َ اللّه َ اللّه َ يا رَسولَ اللّه ، لَيسَ هذا لَكَ ولا لَأَحَدٍ فَإِنَّما أحبَبتُكَ لِحُبِّ اللّه ِ .
فَالتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلى مَن كانَ مَعَهُ ، وقالَ : هكذا كونوا ، أحِبُّوا اللّه َ لاِءِحسانِهِ إلَيكُم وإنعامِهِ عَلَيكُم ، وأحِبّونِي لِحُبِّ اللّه ِ . ۱

1.إرشاد القلوب : ص ۱۶۱ .


جواهر الحكمة للشّباب
274

3 / 18

سَهلُ بنُ حُنَيفٍ

سَهلُ بنُ حُنَيف بنِ واهِبٍ الأَنصارِيُّ الأَوسِيُّ ، أخو عُثمانَ بنِ حُنَيف . مِن صَحابَةِ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله وأحَدُ البَدرِيِّين .
شَهِدَ حُروبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله كُلَّها . وعِندَمَا اشتَدَّ القِتالُ في اُحُد وفَرَّ جَمعٌ كَبيرٌ مِنَ المُسلِمين كانَ سَهلٌ مِمَّن ثَبَتَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله .
كانَ سَهل مِنَ السَّبّاقينَ إلَى الدِّفاعِ عَنِ الإِمامِ أميرِ المُؤمِنين عَلِيٍّ عليه السلام ، إذ رَعى حُرمَةَ خِلافَةِ الحَقِّ . وهُوَ مِنَ القَلائِلِ الَّذينَ صَدَعوا بِذَودِهِم عَنِ الإِمامِ عليه السلام .
اِختارَهُ الإِمامُ عليه السلام لِوِلايَةِ الشّام ، لكِنَّ جُنودَ مُعاوِيَة حالوا دونَ وُصولِهِ إلَيها .
ثُمَّ وَلاّهُ الإِمامُ عليه السلام عَلَى المَدينَة . وفي صِفّين دَعاهُ إلَى الاِلتِحاقِ بِهِ وجَعَلَ مَكانَهُ تَمّامَ بنَ عَبّاس . وكانَ فيها أميرا عَلى خَيّالَةٍ مِن جُندِ البَصرَة ، ثُمَّ وَلِيَ فارِس ، ولكِنَّهُ عُزِلَ بِسَبَبِ الفَوضى وتَوَتُّرِ الأَوضاعِ فيها ، فَاستَعمَلَ الإِمامُ عليه السلاممَكانَهُ زِيادَ بنَ أبيه بِاقِتراحِ عَبدِ اللّه ِ بنِ عَبّاس .
تُوُفِّيَ بِالكوفَة سَنَةَ 38 ه ، وأثنى عَلَيهِ الإِمامُ عليه السلام كَثيرا عِندَ دَفنِهِ .
رُويَ عن ذَريحٍ المُحاربيّ : ذَكَرَ [أبو عَبدِ اللّه عليه السلام] سَهلَ بنَ حُنَيف فَقالَ : كانَ مِنَ النُّقَباء ، فَقُلتُ لَهُ : مِن نُقَباءِ نَبِيِّ اللّه ِ الاِثنَي عَشَرَ ؟ فَقالَ : نَعَم ، كانَ مِنَ الَّذينَ اختيروا مِنَ السَّبعينَ ، فَقُلتُ لَهُ : كُفَلاءَ عَلى قَومِهِم ،
فَقالَ : نَعَم ، إنَّهُم رَجَعوا وفيهِم دَمٌ فَاستَنظَروا رَسولَ اللّه صلى الله عليه و آله إلى قابِلٍ ، فَرَجَعوا فَفَزِعوا مِن دَمَهِم وَاصطَلَحوا ، وأقبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله مَعَهُم .
وذَكَرَ سَهلا فَقالَ أبو عَبدِ اللّه عليه السلام : ما سَبَقَهُ أحَدٌ مِن قُرَيش ولا مِنَ النّاسِ بِمَنقَبَةٍ ، وأثنى عَلَيهِ وقالَ : لَمّا ماتَ جَزِعَ أميرُ المُؤمِنين عليه السلامجَزَعا شَديدا ، وصَلّى عَلَيهِ خَمسَ صَلَواتٍ ، وقالَ : لَو كانَ مَعي جَبَلٌ لاَرفَضَّ . ۱

1.الاُصول الستّة عشر : ص ۸۶ ، بحار الأنوار : ج ۸۱ ص ۳۷۶ ح ۲۵ .

  • نام منبع :
    جواهر الحكمة للشّباب
    المساعدون :
    غلامعلي، احمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 217689
الصفحه من 366
طباعه  ارسل الي