ثالثا : التّعرف على آفات الشَّباب
في القسم الثالث من جواهر الحكمة للشَّباب تعرّضنا إلى ذكر أخطر الآفات التي تشكل تهديدا للشَّباب ، ولاسيما في عصرنا الحالي والتي تقف رادعا جدّيا يحول دون تفتّح مواهبهم وازدهارها ، وتلك الآفات كما يلي :
أ ـ جليس السوء
إنّ جليس السّوء هو أخطر الآفات التي تهدّد الشَّباب ، لكونه مصدرا لأنواع المفاسد والمعاصي الأخلاقية والعملية ، كما يقول النبيّ المصطفى صلى الله عليه و آله :
مَثَلُ جَليسِ السَّوءِ مَثَلُ القَينِ، إن لَم يُحرِق ثَوبَكَ أصابَكَ مِن ريحِهِ . ۱
إنّ آثار صديق السوء تمتدّ بالإنسان إلى العالم الآخر ، حيث يعضّ الظالم في جهنم على يديه بحسرة ، فيقول :
«يَـوَيْلَتَى لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً » .۲
ومن هنا فإنّ مسألة جليس السوء تحوز المقام الأوّل في بحث الأضرار والآفات التي تواجه الشَّباب ، وبدون الاحتراز من هذه الآفة لا يمكن الوقاية من أيّ آفة اُخرى يقول حافظ الشيرازي :
إنّ أول ما يعظ به هذا الشيخ الطاعن هو : إيّاك وجليس السوء . ۳
وقد تعرّضنا في الفصل الثالث من القسم الثالث من جواهر الحكمة للشَّباب إلى خطر صديق السوء ، وبيّنا علاماته ، كما أوضحنا الخصائص التي تميّز أخطر الأصدقاء على ضوء الآيات المباركة والأحاديث الشريفة .