53
المعلّي بن خنيس

مناقشة النجاشي وابن الغضائري :

وقد ضعّفه النجاشي من دون الإشارة إلى علل التضعيف، وإن كان بعض تضعيفاته أخذها من أُستاذه في الجرح والتعديل ابن الغضائري . وتضعيفه هذا معارض للأخبار المستفيضة التي فيها الصحيح وما بحكمه، والصريحة في وثاقته ـ كما سيأتي إن شاء اللّه ـ ، فتضعيف النجاشي، اجتهادي حدسي، والروايات في توثيقه نص صريح، والنص يقدم على الاجتهاد عند التعارض، كما تُقدَّم الرواية الحسيّة على الاجتهاد الحدسي .
اما ابن الغضائري فقد ذكر عدّة أسباب موجبة لضعفه وعدم الاعتماد عليه وهي :
أ ـ كان أول أمره مغيريا .
ب ـ دعا إلى محمّد بن عبداللّه بن الحسن، وفي هذه الظنه قتله داوود بن علي .
ج ـ والغلاة يضيفون إليه كثيرا .
هذه الأسباب الثلاثة التي ذكرها ابن الغضائري جديرة بالدراسة والتحقيق، فلنرى مدى دقة حكمه عليه بعدم الاعتماد على شيء من حديثه .

أ ـ كان أول أمره مغيريا :

فمن هم المغيرية الذين كان المعلّى بن خُنَيس منهم؟
المغيرية : هم أتباع المغيرة بن سعيد البجلي . وعند البحث والتحقيق في شأن «المغيرة» وعقائده في كتب الرجال والحديث والتاريخ والملل والنحل نجد توافقا عاما في تضعيفه ووصفه بالكذب والوضع والغلو، وينفرد أهل المقالات في أنّ المغيرة دعا إلى إمامة محمّد بن عبداللّه بن الحسن ذي النفس الزكية، وأول من ذكر ذلك النوبختي (م 310 هـ) في كتابه فرق الشيعة : «كان المغيرة يقول بإمامة الأئمة إلى أبي جعفر الباقر عليه السلام (57 ه ـ 114 ه )، فلما توفي أبو جعفر دعا المغيرة إلى
محمّد بن عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام» ۱ .
ونقل الأشعري (ت ـ 330 ه) ما قاله النوبختي وأضاف : «إنَّ المغيرة زعم أنّه ـ محمّد بن عبداللّه ذي النفس الزكية ـ المهدي المنتظر، وكان يأمر بانتظاره» ۲ .
ثُمَّ جاء البغدادي (ت ـ 429) وجمع ما قاله النوبختي والأشعري في كتابه الفرق بين الفرق ۳ ، مع التفصيل في أمر محمّد بن عبداللّه بن الحسن .
وبعدهم ذكر الشهرستاني كل ذلك في كتابه الملل والنحل ۴ . والذي ذكره أهل المقالات والفرق مجانبا للحقيقة التاريخية؛ لأنّ المغيرة بن سعيد قُتل سنة «119 ه»، والدعوة لمحمّد بن عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام كانت بعد شهادة زيد بن علي بسنتين، وأيام دعوة الرضا لآل محمّد أبان ضعف الدولة الأموية ۵ .
وأنّ أخذ البيعة له بأنّه المهدي متأخر عن قتل المغيرة بن سعيد، فكيف يكون المغيرة أحد دعاته والمعتقدين بإمامته؟!
علما بأنّ محمّد بن عبداللّه طلبه المنصور سنة «132 ه»، وظهر أمره وقتل سنة «145» ۶ . نتج عن ذلك عدم دقة مؤلفي الفرق في نقلهم هذا؛ لأنّهم يأخذون مقالاتهم من أفواه الناس بلا سند، ويتنافسون في تكثير عدد الفرق ووصفها ۷ ، ممّا يخرجهم عن الدقة في النقل والتشويش في الوصف، كما هو الحال في وصف المغيرة الذي قُتل سنة «119 ه» بأنّه من دعاة محمّد بن عبداللّه ذي النفس الزكية .
إذ لم يكن من أتباع محمّد بن عبداللّه .
فمن هو المغيرة بن سعيد، وما هي عقيدته، ومن هم أنصاره، وكيف نهايتهم، وهل المعلّى بن خُنَيس منهم من حيث ذكره فيهم أو من حيث المعتقد؟
وما قال فيه علماء الجرح والتعديل من مدرسة الخلفاء؟
قال يحيى بن معين : المغيرة بن سعيد رجل سوء ۸ .
وعدّه ابن عدي الجرجاني من الضعفاء، ونقل قول إبراهيم النخعي فيه : إياكم والمغيرة بن سعيد؛ فإنّه كذّاب! ۹
وقال ابن حبّان : كان من حمقى الروافض، يضع الحديث .
وقال أبو بكر الخطيب : كان غاليا في الرفض، وله طائفة تُنسب إليه يقال لها المغيريّة، صلبه خالد بن عبداللّه لأجل مقالته ۱۰ ، وقد حرقوه بالنار على زندقته ۱۱ .
وقال الرازي : إياكم والمغيرة بن سعيد، فإنه كذّاب! ۱۲
وقال الذهبي وابن حجر العسقلاني : المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي الرافضي الكذاب ۱۳ ، ثُمَّ نقلا شيئا من رواياته وأقوال علماء الجرح والتعديل في تضعيفه .
وقد وصف بالكذب والوضع في كتب الشيعة كذلك .
المغيرة بن سعيد كان يكذب على أبي جعفر عليه السلام ۱۴ .
قال الإمام أبو عبداللّه عليه السلام فيه : لعن اللّه المغيرة أنّه كان يكذب على أبي ۱۵
.
وقال أبو الحسن الرضا عليه السلام : كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي عليه السلام فأذاقه اللّه حر الحديد ۱۶ .
وغيرها من الروايات الكثيرة عن الإمام الصادق عليه السلام في لعنه ووصفه بالكذب والوضع .
إذا متفق على تضعيفه ولعنه ووصفه بالكذب عند جميع علماء الجرح والتعديل .
أما عقيدته : فقد ذكر أصحاب المقالات أنّ المغيرة ادعى النبوة والعلم بالاسم الأعظم، وأنّه يحيي الموتى ويهزم الجيوش، واستحل المحارم، وغلا في حق علي، وقال بالتشبيه، وأنّ للّه تعالى صورة على رأسه تاج من نور ۱۷ .
وجاء ذكر عقائده في كتب التراجم والتاريخ، فقال الطبري في تاريخه : كان المغيرة بن سعيد ساحرا .
وروى الطبري عن الأعمش قال : سمعت المغيرة يقول : لو أردت أن أُحيي عادا أو ثمود وقرونا بين ذلك كثيرا لأحييتهم ۱۸ ، وقُتل لادعائه النبوة، وكان أشعل النيران في الكوفة بالتمويه والشعبذة حتى أجابه خلق إلى ما قال ۱۹ .
وذكره ابن عدي في الضعفاء فقال : لم يكن بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعيد فيما يروى عنه من التزوير على علي رضى الله عنه، وعلى أهل البيت، وهو دائم الكذب عليهم ۲۰ .
وجاء في الصحيح عن يونس بن عبدالرحمن، عن هشام بن الحكم أنّه سمع
أبا عبداللّه يقول : كان المغيرة بن سعيد يتعمّد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي، فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدس فيها من الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي، ثُمَّ يدفعها إلى أصحابه، فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة، فكلّما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو، فذاك ممّا دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم ۲۱ .
وعن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لعن اللّه المغيرة بن سعيد أنّه كان يكذّب على أبي، ولعن اللّه مَن قال فينا مالا نقوله في أنفسها، ولعن اللّه من أزالنا عن العبودية للّه الذي خلقنا واليه مآبنا ومعادنا، وبيده نواصينا ۲۲ .
وفي رواية أُخرى قال أبو عبداللّه لأصحابه : لعن اللّه المغيرة بن سعيد ولعن اللّه اليهودية التي كان يختلف إليها، يتعلم منها السحر والشعبذة والمخاريق، أنَّ المغيرة كذّب على أبي فسلبه اللّه الإيمان، وأنَّ قوما كذبوا عليَّ، ما لهم أذاقهم اللّه حر الحديد .
فواللّه ، ما نحن إلاّ عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضرٍّ ولا نفع، وإن رحمنا فبرحمته، وإن عذبنا فبذنوبنا، واللّه ما لنا على اللّه من حجة، وما معنا من اللّه براءة، وإنا لميتون ومقبورون، ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون .
ويلهم ما لهم واللّه ! لقد آذوا رسوله صلى الله عليه و آله في قبره، وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي صلوات اللّه عليهم، وهأنذا بين أظهركم لحم رسول اللّه وجلد رسول اللّه صلى الله عليه و آله، أبيت في فراشي خائفا وجلاً مرعوبا يأمنون وأفزع، ينامون على فراشهم، وأنا خائف ساهر وجل، أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرء إلى اللّه ممّا قال الأجدع البرّاد عبد بني أسد أبو الخطّاب لعنه اللّه . واللّه لو ابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألاّ يقبلوا، فكيف وهم يروني خائفا وجلاً، أستعدي اللّه عليهم وأتبرأ إلى اللّه منهم، أشهدكم أنّي امرؤ ولدني رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوما معي
من البراءة من اللّه ، إن أطعته رحمني، وإن عصيته عذّبني عذابا شديدا وأشد عذابه ۲۳ .
هذا ما قاله الأئمّة عليهم السلام في المغيرة وأصحابه، فقد وصفوه بأنّه كان يكذّب عليهم، وكان يدس الكفر والزندقة، وكان من الغلاة ساحرا مشعبذا، تعلّم ذلك من يهودية كان يختلف إليها، وآذى رسول اللّه وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي عليهم السلام، كما آذى وأخاف الإمام أبي عبداللّه الصادق عليه السلام من مقالته، لذا نرى قلب الإمام عليه السلام يتقطّع أسى وحسرة ممّا قاله فيهم، فلذلك وقف الإمام الصادق هذا الموقف الحاسم، ولعنه على رؤوس الأشهاد وحذّر أصحابه منه .
إذاً المغيرة كان من الغلاة وموصوفا بالكفر والزندقة ۲۴ ، والكذب والوضع، وبعد إن ادعى ما ادعى، خرج بظهر الكوفة ومعه «بيان» وستة أو سبعة من أصحابه، وكانوا يدعون الوصفاء، فلما بلغ خالد القسري، أمر بإحضارهم فجيءَ بهم إليه، وأمر بسريره فأُخرج إلى مسجد الجامع، وأمر بأطنان ۲۵ قصب ونفط فاحضرا، ثُمَّ أمر المغيرة أن يتناول طنا فكع عنه وتأنى، فصب السياط على رأسه، فتناول طنا فاحتضنه فشد عليه، ثُمَّ صب عليه وعلى الطن نفط، ثُمَّ ألهب فيهما النار فاحترقا، ثُمَّ أمر الرهط ففعلوا، ثُمَّ أمر بيانا (بناناً) آخرهم، فقدم إلى الطن مبادرا فاحتضنه، فقال خالد :
ويلكم في كل أمركم تحمقون، هلا رأيتم هذا المغيرة، ثُمَّ أحرقه ۲۶ .
فمن هؤلاء السبعة أو الثمانية الذين قتلهم خالد بتلك الطريقة، ووصفهم المؤرخون بأنّهم رهط المغيرة، لم تذكر المصادر التاريخية أسماءهم، سوى ذكر كيفية خروجهم وشيء من عقائدهم، وحادثة قتلهم .
أما في المصادر الروائية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام نجد روايات عن الإمام الصادق في لعن أصحاب المغيرة والسبعة، وفي بعضها ثمانية . ولعل هؤلاء الذين لعنهم الإمام الصادق عليه السلام هم الذين قتلهم خالد القسري في الكوفة .
عن بريد العجلي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : «هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَـطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ»۲۷ .
قال : هم سبعة : المغيرة بن سعيد، وبنان، وصائد النهدي، والحارث الشامي، وعبداللّه بن الحارث، وحمزة بن عمّار اليزيدي، وأبو الخطّاب ۲۸ .
ومثله وفي سند آخر كما جاء في الخصال للشيخ الصدوق، وقال السيّد الخوئي رحمه الله : رواها الصدوق بسند صحيح عن يعقوب بن يزيد في باب السبعة تنزل الشياطين على سبعة من الغلاة ۲۹ .
وفي رواية أُخرى صحيحة السند عن ابن أبي يعفور قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام فقال : ما فعل بزيع؟
فقلت له : قُتل .
فقال : الحمد للّه ، أما أنّه ليس لهؤلاء المغيرية خير من القتل؛ لأنّهم لا يتوبون أبدا ۳۰ .
تبين أن السبعة الذين قتلوا مع المغيرة بن سعيد ذكروا بأسمائهم في روايات أهل البيت، والثامن هو بزيع الذي لعنه الإمام الصادق عليه السلام، وحمد اللّه على قتله، وقال فيه : ليس لهؤلاء المغيرية خير من القتل .
وبعد هذا تعرّفنا على المغيرية وعقائدها وبعض أسماء المغيريين، ولم يُذكر المعلّى بن خنيس منهم، ولم يكن يُعرف عن المعلّى بأنّه كان من الغلاة ، أو له علاقة بهم؛ لأنّهم ملعونون من قبل الأئمّة لعنا صريحا بأسمائهم ۳۱ ، ووصفهم كفارا، ونُقل سرور الأئمّة بقتلهم . ولم نجد مثل هذا في شأن المعلّى، بل جاء في الروايات الصحيحة مدحه والترّحم عليه بعد قتله كما تقدم .
أضف إلى ذلك، لو تصفحنا المرويات عن المعلّى لم نجد فيها ما هو قريب للمغيرية والغلاة ، وإنّما نرى ما ينسجم مع خط أهل البيت عليهم السلام، ونلاحظ تحمسا شديدا عند المعلّى في معرفة الإمام وعلمه وشأنه ومنزلته، ووجوب طاعته، فقد روى عدّة روايات تعكس معرفته بالإمام وصحة عقيدته، منها ما يلي :
1 . في البصائر قال الصفّار : حدَّثنا أحمد بن محمّد عن ابن سنان، عن إسحاق بن عمّار، عن ابن أبي يعفور، عن المعلّى بن خنيس قال : سألت أبا عبداللّه عن قول اللّه عز و جل : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَـنَـتِ إِلَى أَهْلِهَا»۳۲ قال : أمر اللّه الإمام أن يدفع إلى الإمام بعده كل شيء عنده ۳۳ .
2 . وفي البصائر أيضا : حدَّثنا محمّد بن القاسم، عن صفوان بن يحيى، عن المعلّى بن أبي عثمان، عن المعلّى بن خُنَيس، عن أبي عبداللّه قال : إنّ الإمام يعرف الإمام الذي من بعده فيوصي إليه ۳۴ .
3 . روى الصدوق في «كتاب مَن لا يحضره الفقيه» والشيخ الطوسي في «التهذيب» عن المعلّى، عن الصادق عليه السلامقال : قلت له : قول اللّه : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ
الْأَمَـنَـتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ»۳۵
.
فقال : عدل الإمام أن يدفع ما عنده إلى الإمام الذي بعد، أمرت الأئمّة أن يحكموا بالعدل، وأمر الناس أن يتبعوهم ۳۶ .
4 . وفي تفسير العياشي عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبداللّه في قوله «وَ عَلَـمَـتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ»۳۷ قال عليه السلام : النجم رسول صلى الله عليه و آله ، والعلامات الأوصياء بهم يهتدون ۳۸ .
5 . وفي كتاب الغارات لإبراهيم بن محمّد الثقفي : عن المعلّى بن خنيس قال : كنت مع أبي عبداللّه عليه السلام في الحيرة، فقال : افرشوا لي في الصحراء، ففعل ذلك، ثُمَّ قال : يا معلّى .
قلت : لبيك .
قال : ماترى النجوم ما أحسنها؟! إنّها أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت جاء أهل السماء ما يوعَدون، ونحن أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبنا جاء أهل الأرض ما يوعَدون ۳۹ .
وفي رواية عن إسماعيل بن أبي زياد (الثقة)، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله «وَ عَلَـمَـتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ»۴۰
قال : ظاهر وباطن الجدي عليه تبنى القبلة، وبه
يهتدي أهل البر؛ لأنّه لا يزول ۴۱ .
فقد اهتم مفسرو مدرسة أهل البيت في نقل عشرات الروايات عن الأئمّة في تفسير الآية : «وَ عَلَـمَـتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ»۴۲ ، بأنّ النجم الرسول صلى الله عليه و آله، والعلامات الأئمّة الأوصياء، الهداة من بعده ۴۳ .
فيما اهتم مفسرو مدرسة الخلفاء في نقل التفسير الظاهري، بأنّ النجم هو الجدي، والعلامات النجوم ۴۴ .
إذا للآية تفسير باطني، وهو ما جاء في الروايات الصحيحة عن أئمة أهل البيت، وتفسير ومعنى ظاهري، وهو ما ذكره مفسرو مدرسة الخلفاء .
6 . وفي المحاسن عن المعلّى بن خُنَيس : قال : سألت أبا عبداللّه هل كان الناس إلاّ وفيهم مَن قد أمروا بطاعته منذ كان نوح؟
قال : لم يزل كذلك، ولكن أكثرهم لا يؤمنون ۴۵ .
7 . وفي تفسير العياشي : عن المعلّى بن خُنَيس، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : «وَ كُونُواْ مَعَ الصَّـدِقِينَ»۴۶ بطاعتهم ۴۷ .
8 . عن المعلّى بن خُنَيس، عن أبي عبداللّه في قوله اللّه عز و جل : «فَسْـ?لُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن
كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ»۴۸
، قال : هم آل محمّد، فعلى الناس أن يسألوهم، وليس عليهم أن يجيبوا، ذلك إليهم إن شاؤوا أجابوا وإن شاؤوا لم يجبوا ۴۹ .
9 . وفي بصائر الدرجات : عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القسم بن سليمان، عن المعلّى بن خُنَيس، عن أبي عبداللّه عليه السلامفي قول اللّه عز و جل : «وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلـهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ»۵۰ يعني من يتخذ دينه رأيه، بغير هدي أئمّة من أئمّة الهدى ۵۱ .
10 . وفي كتاب صفاة الشيعة روى الصدوق : عن محمّد بن علي ما جيلوية، عن عمه، عن محمّد بن علي، عن المعلّى بن خُنَيس، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ؛ لأنّك لا تجد أحدا يقول : «أنا أبغض محمّد وآل محمّد»، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنّكم تتولوننا وأنّكم شيعتنا ۵۲ .
وغيرها من الروايات عن المعلّى التي يظهر منها أنّه صحيح العقيدة في معرفة الإمام، حيث كان يعتقد أنّ الأرض لا تخلو من حجة، وأنّ الإمام يعرف الإمام الذي بعده فيوصي إليه، وأنّ النبي وأهل بيته أمان لأهل الأرض، وأنّهم الهداة للبشر، وأدلاء على طريق الخير والأمان، تجب علينا طاعتهم وأخذ الدين منهم، وذم من اتبع هواه، وأنّ شيعتهم لهم كرامة من كرامتهم، ومن نصب العداء لهم كأنّما نصب العداء لأهل البيت عليهم السلام .
فكيف يكون المعلّى من أصحاب المغيرة الذي وصف بالكذب والوضع والكفر والزندقة، وأنّه من الغلاة الملعونيين على لسان الأئمّة عليهم السلام، وكان ساحرا مشعبذا،
تعلّم ذلك من يهودية كان يختلف إليها .
بعد هذا لا يبقى أي شك في عدم مغيرية المعلّى بعد معرفة عقيدته من خلال رواياته وأخباره، وما جاء في الروايات الصحيحة عن الإمام الصادق عليه السلام في مدحه والترحم عليه بعد شهادته، وقول ابن الغضائري لا دليل عليه، والدليل خلافه، فلا يصلح أن يكون مستندا لتضعيفه .

1.فِرَق الشيعة ، ص ۶۳ .

2.مقالات الإسلاميين ، ص ۹ ؛ الملل والنحل (السبحاني) ، ج ۷، ص ۱۵ .

3.الفَرق بين الفِرق ، ص ۲۲۹ .

4.الملل والنحل ، ج ۱، ص ۱۸۰ .

5.تاريخ الطبري ، ج ۸، ص ۷۰ ـ ۷۱ و ص ۱۸۳ ـ ۱۹۳ .

6.مقاتل الطالبيين ، ص ۱۷۶ .

7.عبداللّه بن سبأ وأساطير أُخرى ، ج ۲، ص ۲۱۹ ـ ۲۵۴ (بحث عبداللّه بن سبأ في كتب المقالات) .

8.تاريخ يحيى بن معين ، ج ۱، ص ۳۷۴، رقم ۲۵۲۷ .

9.الكامل في ضعفاء الرجال ، ج ۸، ص ۷۱، رقم ۱۸۳۶ .

10.الضعفاء والمتروكين ، ج ۳، ص ۱۳۴، رقم ۳۳۹۱ .

11.المُغني في الضعفاء ، ج ۲، ص ۴۲۴، رقم ۹۶۳۸۰ .

12.كتاب الجرح والتعديل ، ج ۸، ص ۲۲۳، رقم ۱۰۰۲ .

13.ميزان الاعتدال ، ج ۴، ص ۱۴۸، رقم ۹۱۹۴ ؛ لسان الميزان ، ج ۶، ص ۱۰۳، رقم ۸۵۸۵ .

14.المعجم الموحد ، ج ۲، ص ۳۵۴ .

15.رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۴۸۹، رقم ۴۰۰ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۷۵، رقم ۱۲۵۵۸ .

16.رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۴۸۹، رقم ۳۹۹ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۷۵، رقم ۱۲۵۵۸ .

17.فرق الشيعة ، ۹۳ ؛ مقالات الإسلاميين ، ص ۶ ؛ الفَرق بين الفِرق ، ص ۲۲۹ ؛ الملل والنحل ، ج ۱، ص ۱۸۰ ؛ الملل والنحل (السبحاني) ، ج ۷، ص ۱۵ .

18.تاريخ الطبري ، ج ۷، ص ۶۵۶ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ۵، ص ۲۰۷ ؛ تاريخ الإسلام ، ج ۷، ص ۴۷۴، رقم ۵۶۹ .

19.أحوال الرجال (الجوزجاني) ت ۲۵۹) ، ص ۵۰، رقم ۲۶ ؛ الكامل في ضعفاء الرجال ، ج ۸، ص ۷۲، رقم ۱۸۳۶ ؛ تاريخ الإسلام ، ج ۷، ص ۴۷۶، رقم ۵۶۹ .

20.الكامل في ضعفاء الرجال ، ج ۸، ص ۷۳، رقم ۱۸۳۶ ؛ تاريخ الإسلام ، ج ۷، ص ۴۷۷، رقم ۵۶۹ .

21.رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۴۹۱، رقم ۴۰۲ ؛ بحارالأنوار ، ج ۲۵، ص ۲۸۹ ـ ۲۹۰ .

22.رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۴۸۹، رقم ۴۰۰ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۷۵، رقم ۱۲۵۵۸ .

23.رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۴۹۱، رقم ۴۰۳ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۷۶، رقم ۱۲۵۵۸ .

24.نرى وصف المغيرة بالزندقة والغلو في مصادر المدرستين، وهذه دلالة على علاقة الغلو بالزندقة، أعرضنا عن بحثها مراعاةً لموضوع البحث .

25.اطنان : جمع طن وهو حزمة القصب .

26.تاريخ الطبري ، ج ۷، ص ۶۵۶ و ۶۵۷ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ۵، ص ۲۰۷ ـ ۲۰۹ ؛ المنتظم ، ج ۴، ص ۶۶۰ ؛ البداية والنهاية ، ج ۹، ص ۳۵۴ ؛ مختصر تاريخ دمشق ، ج ۷، ص ۳۷۱ ؛ تاريخ الإسلام ، ج ۷، ص ۴۷۴ ـ ۴۷۷ .

27.سورة الشعراء، الآية ۲۲۱ و ۲۲۲ .

28.الخصال ، ج ۲، ص ۴۰۲ (ح ۱۱۱) ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۱۴، ص ۲۵۱، رقم ۹۹۸۷ ؛ بحارالأنوار ، ج ۲۵، ص ۲۷۰ .

29.معجم رجال الحديث ، ج ۱۴، ص ۲۵۱، رقم ۹۹۸۷ .

30.معجم رجال الحديث ، ج ۳، ص ۲۹۶، رقم ۱۶۸۵ .

31.راجع تراجم هؤلاء الغلاة الذين مرَّ ذكرهم في رجال الكشّي ومعجم رجال الحديث تجد الروايات الصحيحة والصريحة في لعنهم ووصفهم بالكذب والوضع والزندقة والغلو .

32.سورة النساء ، الآية ۵۸ .

33.سورة النساء ، الآية ۵۸ .

34.بصائر الدرجات ، ص ۴۷۴ (ح ۲) ؛ بحارالأنوار ، ج ۲۳، ص ۲۷۳ .

35.سورة النساء ، الآية ۵۸ .

36.كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۳، ص ۳ (ح ۳۲۱۷) ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۶، ص ۲۲۳، قال السيد الخوئي : طريق الشيخ الطوسي إلى «المُعلّى بن خنيس» صحيح، وطريق الشيخ الصدوق إليه ضعيف بالمسمعي . (معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۴۷، رقم ۱۲۴۹۶) ، وقوى صحته الطبرسي النوري في خاتمة المستدرك ، ج ۵، ص ۲۸۹، رقم ۳۱۷ .

37.سورة النحل ، الآية ۱۶ .

38.سورة النحل ، الآية ۱۶ .

39.الغارات ، ج ۲، ص ۸۵۱ ـ ۸۵۲ في تعليقته على رسالة الدلائل البرهانية ؛ فرحة الغري ، ص ۹۰ ؛ بحارالأنوار ، ج ۹۷، ص ۲۴۸ .

40.سورة النحل ، الآية ۱۶ .

41.تفسير العياشي ، ج ۲، ص ۲۵۶ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ۳، ص ۴۱ .

42.سورة النحل : الآية ۱۶ .

43.تجد عشرات الروايات في تفسير هذه الآية بهذا المعنى، راجع تفسير القمي ، ج ۱، ص ۳۸۳ ؛ تفسير العياشي ، ج ۲، ص ۲۵۵ ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ۲۳۳ ؛ الكافي ، ج ۱، ص ۲۰۶ و ۲۰۷ ح ۱ ـ ۳ ؛ تفسير البرهان ، ج ۲، ص ۳۶۲ وفيه ثلاث عشرة رواية ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ۳، ص ۴۵ ـ ۴۶ وفيه خمس عشرة رواية .

44.راجع : تفسير الطبري ، ج ۱۰، ص ۶۳ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۰، ص ۹۱ ؛ تفسير الفخر الرزاي ، ج ۱۰، ص ۱۱ ؛ الدر المنثور في التفسير المأثور ، ج ۴، ص ۹۲۱ .

45.المحاسن ، ص ۲۳۵ (ح ۱۹۸) ؛ كمال الدين ، ص ۲۳۱ (ح ۳۲) ؛ بحارالأنوار ، ج ۲۳، ص ۴۳ .

46.سورة التوبة ، الآية ۱۱۹ .

47.تفسير العياشي ، ج ۲، ص ۱۱۷ ؛ تفسير البرهان ، ج ۲، ص ۱۷۰ .

48.سورة النحل ، الآية ۴۳ .

49.بصائرالدرجات، ص ۳۹، (ح ۷) ؛ بحارالأنوار، ج ۲۳، ص ۱۷۸ ؛ وسائل الشيعة، ج ۱۷، ص ۲۷۷ .

50.سورة القصص ، الآية ۵۰ .

51.سورة القصص ، الآية ۵۰ .

52.صفات الشيعة ، ص ۹ (ح ۱۷) .


المعلّي بن خنيس
52

مَن ضعّفه من العلماء

قال النجاشي : ضعيف جدّا لا يعول عليه ۱ .
وقال ابن الغضائري : معلّى بن خُنَيس مولى أبي عبداللّه عليه السلام، كان أول أمره مغيريا، ثُمَّ دعا إلى محمّد بن عبداللّه بن الحسن، وفي هذه الظنة أخذه داوود بن علي فقتله، والغلاة يضيفون إليه كثيرا ولا أرى الاعتماد على شيء من حديثه ۲ .
استنادا على تضعيف النجاشي وابن الغضائري والروايات الآتية، حكم بضعفه المحقّق الحلّي في المعتبر، وعدّه ابن داوود الحلّي والعلاّمة الحلّي والجزائري من الضعفاء .

1.رجال النجاشي ، ص ۴۱۷، رقم ۱۱۱۴ .

2.رجال ابن الغضائري ، ص ۸۷، رقم ۱۱۶ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۳۸، رقم ۱۲۴۹۵ .

  • نام منبع :
    المعلّي بن خنيس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 49566
الصفحه من 260
طباعه  ارسل الي