11
توضيح المقال في علم الّرجال

إلى إيران ، مع أنّه يعلم أنّي لم أشهد باجتهاد هؤلاء الذين كتبت لهم بالرجوع إليهم في المسائل والقضاء ، فإنّ مذهبي في المسألة معروف ، فإنّي أُجوّز القضاء بالتقليد . نعم ، ما شهدت في كلّ عمري باجتهاد أحد إلاّ أربعة : الشيخ عبداللّه نعمة العاملي ، والشيخ عبدالحسين الطهراني ، والشيخ عبدالرحيم البروجردي والمولى علي كني . . . .
وبعد رجوعه إلى طهران أقبلت النفوس عليه وحاز ثقة الخاصّة والعامّة ، ورجع إليه الناس في التقليد وطبعت رسالته العملية الفارسية «إرشاد الأُمّة» سنة 1271 قبل وفاة الشيخ الأنصاري بإحدى عشر سنة .
ورأس رئاسة مطلقة و حاز مرجعيّة كبيرة وزعامة شملت كلّ أنحاء إيران بشكل لم يحصل عليه مَنْ سبقه أو عاصره أو تأخّر عنه .
وكان السلطان ناصرالدين شاه منقادا ومطيعا لأمره ونهيه ، وقد نال ـ بفضل اللّه ـ نعمة وافرة بعد أن قاسى الفقر المدقع سنينا طويلة ، وكان سرّ ثرائه أنّه اشترى قرية خربة متروكة بثمن بخس ، وشقّ لها قناة ونجحت ونمت بمائها الغزير وأحيت موات الأرض وصارت غلّتها أُلوف التومانات يومذاك وظلّت تنمو وتزدهر وتفيض بالخيرات وأثرى ثراءا كبيرا ، وأدّى حقّ النعمة كاملاً فقد انفجرت من أياديه ينابيع الإحسان ، وتوافرت العطايا والمنن على كافّة طبقات المحتاجين من أهل العلم والشرف والدين والإباء ، وتوافدوا إليه من أرجاء البلاد ولم يخب أمل راجيه ومؤمّليه في حال من الأحوال .
وكان يوزّع ما يُهدى إليه وينفق ما بين يديه وأهل الخير والبرّ والإحسان والعطف يمدّونه بسيل الأموال من حقوق اللّه لإنفاقها على عيال اللّه الفقراء ، لما قيل : «الفقراء عيال اللّه والأغنياء وكلاؤه


توضيح المقال في علم الّرجال
10

المبكّر ، وتميّز بحدّة الذكاء ويقظة الذهن وسرعة الحفظ ، ولذلك استغنى عن معلّمه بسرعة وأقبل على دراسة علوم اللغة العربية ، وظلّ أهله مستمرّين في منعه وهو يتوسّل إليهم بمختلف الوسائل ويشفّع الوسطاء حتّى تمكّن من إكمال المقدّمات ودورة السطوح .
ثمّ هاجر إلى النجف الأشرف في العراق وأكمل دراسته على أفاضل علماء النجف الأشرف ، ثمّ حضر درس الشيخ محمدحسن صاحب «جواهر الكلام» وأكثر من ملازمته والانتهال من بحر علمه .
وقد وفّق العلاّمة المصنّف إلى أن يحتلّ مكانة سامية بين رجال الفضل على عهد أُستاذه وبرع في الفقه والأُصول براعة تامّة ونبغ في العلوم الإسلامية الأُخرى نبوغا باهرا ، وعرف بسداد الفكر ونفاذ الرأي وخصوبه الذهن والتحقيق وبعد الغور وسعة الاطّلاع والإحاطة بالآراء والأقوال ، حتّى شهد أُستاذه بفضله ومكانته .
رجع ـ بعد حصوله على درجة الاجتهاد ـ إلى طهران ، فرأس ونال ثروة عظيمة وجاها عند ناصرالدين شاه بعد أن كان فقيرا معدما أيّام تحصيله في النجف الأشرف .
يعتبر أحد الأعلام العظام الأربعة الذين شهد صاحب الجواهر باجتهادهم وصرّح بذلك على منبر درسه ، فقد نقل السيد الصدر في التكملة :
حدّثني السيد العالم الثقة العدل الضابط السيد محمّد الهندي قال : كنت جالسا تحت منبر شيخنا صاحب الجواهر مرّة فقال قبل الشروع في الدرس ما نصّه : كتب إليّ بعض إخواني من طهران يقول : إنّ السلطان محمّد شاه القاجاري قال بأنّ عند الشيخ محمدحسن مصبغة اجتهاد يصبغ فيها الطلبة ويرسلهم

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 86561
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي