147
توضيح المقال في علم الّرجال

وسائط كما في باب نصّ اللّه عزّوجلّ ورسوله صلى الله عليه و آله على الأئمّة عليهم السلاممن كتاب التوحيد حيث قال : «الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمد عن محمّد بن جمهور عن محمد ابن إسماعيل بن بزيع» ۱ وكذا في باب الركوع، ۲ فمن البعيد أن يكون مع ذلك من طبقته .
ومنها : أنّ الغالب تصريح الكلينيّ عند روايته عنه بالوسائط بكونه ابن بزيع ، فيظهر منه أنّ الإطلاق عنده غير منصرف إليه ، وإلاّ لأغنى عن التزام التقييد ، والموجود بينه وبين الفضل مطلق غالباً أو دائماً .
وأيضا عُلِم من الوجه السابق أنّ روايته عنه بالوسائط لاغرابة فيها ، وإنّما هي في روايته عنه بلاواسطة ، فكان الأخير أَولى بالتقييد لإزالة الغرابة المنافية للحمل عليه .
وقد ظهر من ذلك كلّه أنّه لايقاومه ما استند إليه لكونه ابن بزيع من أنّه أشهر و أظهر في انصراف الإطلاق إليه ، ومن التصريح به في بعض أسانيد التهذيب ، و من رواية الكلينيّ عنه بواسطة كما في بعض نسخ باب الصروف من كتاب المعيشة حيث قال : «عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن ۳ محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان» . ۴
ومنه يظهر أنّ نظر ابن داود في لقاء الكلينيّ له جيّد ، لكن طريق الرواية لاينحصر في الملاقاة حتّى يلزم الإرسال وعدم الصحّة ، فلا يعدل عن ظاهر الكلينيّ خصوصاً مع الإكثار عنه .
وأيضاً في كتاب الروضة التصريح بابن بزيع حيث قال : «محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، عن عليّ بن فضّال ، عن حفص المؤذّن عن أبي عبداللّه عليه السلاموعن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمّد بن سنان» الحديث . ۵
قلت : لعلّ الموجود في التهذيب أيضاً هذا السند .

1.. الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۸۸ ، ذيل ح ۶ .

2.. الكافي ، ج ۳ ، ص ۳۲۰ ، ح ۵ .

3.. لفظة «عن» ساقطة في «الكافي» .

4.. الكافي ، ج ۵ ، ص ۲۴۸ ، ح ۱۵ .

5.. الكافي ، ج ۸ ، ص ۲ ، ح ۱ .


توضيح المقال في علم الّرجال
146

عنده فهو أيضاً بعيد :
أمّا أوّلاً : فلأنّ اللازم ـ كما هو دأبه ودأب غيره من الجامعين للأخبار ـ أن يكون له مشايخ إجازة رواية الكتاب المذكور ، وأن ينبّه عليهم هو أو غيره .
وأمّا ثانياً : فلأنّ اقتصار صاحب هذا الكتاب على الرواية عن الفضل خاصّةً مع ما عرفت من أنّ الفضل هو الراوي عنه في غاية الاستبعاد .
ولو لم يكن الاقتصار ، لنقل عن محمّد بن إسماعيل المزبور عن غير الفضل أيضاً كثيراً ، ولم نقف عليه .
مضافاً إلى اقتضاء العادة اشتهار كتاب جمعه مؤلّفه بتمامه عن الراوي عنه .
وأمّا المناقشة فيما استفدناه من عبارة الكشّيّ من منع الظهور المزبور ؛ لأنّه ذكر في موضعٍ آخر من كتابه ۱ أنّه أدرك موسى بن جعفر عليهماالسلام ، ولازمه على ما ذكر ظهور هذا في موته في زمان أبي الحسن عليه السلام مع أنّه واضح البطلان ، فيدفعها أنّ المراد من الكلام الأخير دركه من أوّل عمره أو أوّل دخوله في الرواة ونحو ذلك ، فإنّ الإدراك يطلق على ذلك أيضاً ، غاية الأمر ظهوره فيما تقدّم ، ويصرف عنه هنا بما مرّ .
وكيف كان فاحتمالُ درك ابن بزيع للأئمّة المتأخّرين عن أبي جعفر : بل بقاؤه إلى برهة من عصر الكلينيّ ـ قد أخذ منه فيها تلك الأخبار الكثيرة ـ أيضاً بعيدٌ موجِبٌ لطول عمره ودركه لستّة من الأئمّة عليهم السلام ، وهُما بعيدان ، خصوصاً مع عدم تنبيه أحد عليه .
ومنها : أنّ الكشّيّ ۲ وغيره من أهل الرجال حتّى الكاظمي ۳ ذكروا مَنْ يروي الفضل عنهم ، فذكروا منهم محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، و ذكروا مَنْ يروي عنه ولم يذكروا هنا منهم ابن بزيع ، فلو كان يروي عن الفضل كما أنّ الفضل يروي عنه ، لأشاروا إليه ؛ لغرابته في الجملة ، واشتهار ابن بزيع ، لكونه في عداد الوزراء .
ومنها : أنّ الغالب رواية الكلينيّ عن ابن بزيع بواسطتين ، وربّما يروي عنه بثلاث

1.. رجال الكشّي ، ص ۵۶۵ ، الرقم ۱۰۶۶ .

2.. رجال الكشّيّ ، ص ۵۶۴ و ۵۶۵ ، الرقم ۱۰۶۵ و ۱۰۶۶ .

3.. هداية المحدّثين ، ص ۲۲۷ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 86473
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي