149
توضيح المقال في علم الّرجال

صرّحوا في ترجمته بأنّه يروي عنه محمّد بن جعفر الأسديّ ، فلو كان الكلينيّ يروي عنه بالكثرة التي عرفتها ، كان أولى بالتصريح على روايته عنه .
مضافاً إلى أنّ الكليني يروي عنه ـ فيما وقفنا عليه ـ بواسطة محمّد بن أبي عبداللّه وهو محمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسديّ مع التقييد بالبرمكيّ ، منه ما في باب الحركة والانتقال ۱ من كتاب التوحيد ، أو مع الرازي ، ومنه ما في باب حدوث العالم ۲ منه .
وبالجملة ، الأكثر هو التقييد وإن أطلقه نادراً ، كما في باب النوادر منه ، ولم نقف على روايته منه بلاواسطة مع بعض التتبّع في الكافي ، ولو كان فلا ريب أنّه القليل الغريب المحتاج إلى التنبيه عليه والتقييد بما مرّ دون نقله عنه مع الواسطة خصوصاً مع كونه الأسديّ .
وأمّا نفي كونه أحد المجهولين ، فمع عدم وقوفنا على قائله ـ فيضعف به جدّاً ، خصوصاً من جهة تخصيصه بأحدهم دون الترديد بينهم وبين المعلومين ـ أنّ المشهور ـ كما تسمعه ـ صحّة الطريق المزبور ، لا لخصوص كون الواسطة من مشايخ الإجازة ، وهذا ينافي ما ذُكر .
ولا ريب أنّ ذهابهم يفيد الظنّ المعتبر في المقام ، مضافاً إلى إباء الطبقة عن أكثرهم ، فإنّ ابن رجاء من أصحاب أبي عبداللّه عليه السلام كما ذكره الشيخ ، ۳ والزعفراني لقي أصحابه عليه السلامكما ذكره النجاشيّ ، ۴ مع أنّه ثقة عين بتصريح النجاشيّ ، ۵ والسرّاج يروي عنه الكلينيّ بعدّة وسائط كما في باب الهداية من كتاب التوحيد ، فروى عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن إسماعيل السرّاج ، ۶ فلاحِظْ وتتبّع .

1.. الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۲۵ ، ح ۱ .

2.. الكافي ، ج ۱ ، ص ۷۸ ، ح ۳ .

3.. رجال الشيخ ، ص ۲۰۸ ، الرقم ۹۷ .

4.. رجال النجاشي ، ص ۳۴۵ ، الرقم ۹۳۳ .

5.. اُنظر : المصدر السابق .

6.. الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۶۵ ، ح ۱ .


توضيح المقال في علم الّرجال
148

والجواب عن الجميع ـ بعد ما عرفت من عدم المقاومة لما مرّ ـ أنّ ۱ الاشتهار المدّعى ينافي التزام التقييد بابن بزيع في غالب رواياته .
وما في التهذيب ـ إن كان ـ فهو من خطإ النسّاخ ، كما في الخبر الثاني ؛ إذ الصواب ـ بشهادة بعض أهل المعرفة ـ زيادة «عن» وتسمع ما في نظر ابن داود .
و تصحيح ظاهر الكلينيّ مع فرض عدم الملاقاة لايمكن إلاّ بالأخذ من كتابه ، والمتعارف حينئذٍ بيان الطريق إليه . والعطف في الخبر الأخير على ابن فضّال ونحوه محتمل أو ظاهر .
وبالجملة ، فعدم كون الواسطة بين الكلينيّ والفضلِ ابنَ بزيع كاد أن يكون من الواضحات الغنيّة عن الاستدلال خصوصاً عن التطويل فيه ، وإنّما خرجنا فيه عن مقتضى وضع الرسالة ؛ لما عرفت من مصير قوم أو جماعة من الأعلام إلى المخالفة ،فخفنا مصير غير بصير أو متأمّل إلى الموافقة معهم لحسن الظنّ بهم أو غيره ، ولا أقلّ من أن يشكّ في الأمر . وقد عرفت خروجه بالوضوح عن البيان إلى العيان .
فأمّا نفي كونه البرمكيّ وإن كان رازيّاً كالكلينيّ ولم تأبَ عنه الطبقة ؛ لرواية الصدوق عن الكلينيّ بواسطة وعن البرمكي بواسطتين ، ورواية الكشّيّ المعاصر للكلينيّ عن البرمكيّ تارة بواسطة واُخرى بدونها ، ولموت محمد بن جعفر الأسديّ الذي كان معاصر البرمكيّ قبل وفاة الكلينيّ بقريب من ستّة عشر سنة فيقرب زمانه زمان البرمكيّ ، وقد استدلّ بذلك كلّه القائل بكونه البرمكيّ ، فأوّلاً : أنّ غاية ما ذُكر كلّه إمكان كونه إيّاه ، ونحن لا ندّعي الامتناع .
وثانياً : أنّ جميعه لايقاوم شيئاً ممّا مرّ إلاّ ما قدّمناه من كونه نيسابوريّاً كالفضل ، وعند التأمل لايقاومه أيضا ؛ إذ مجرّد كونه رازيّاً المفيد لاتّحاد المكان إنّما ينفع لو لم ينتقل أحدهما منه إلى غيره ، وقد ذكر أبو العبّاس بن نوح أنّ البرمكيّ سكن بقم ، ۲ وقد

1.. في الأصل : «من أنّ » ، وما أثبتناه يقتضيه السياق .

2.. حكاه عنه النجاشي في رجاله ، ص ۳۴۱ ، الرقم ۹۱۵ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 86213
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي