قلت : ربّما يؤيّد ما ذكره كلّه اتّحاد الطبقة ، فلاحِظْ .
هذا كلّه فيما يعيّن المراديّ ، وأمّا ما يعيّن الأسديّ فأُمور أيضاً :
منها : الوصف بالمكفوفيّة ، فإنّ المستفاد من الأخبار وكلمات الأخيار اختصاصه به ، ولا أقلّ من أصالة عدمه في غيره بعد ثبوته في حقّه بلا شبهة وريب ، ولاريب في حصول الظنّ من ذلك بتعيينه بالوصف المذكور ، سواء كان في لسان الراوي أو في الخبر ولو ببيان ما يتعلّق به من المسح على العين و إراءة الدنيا ، وفي لسانه بأنّي الضرير ونحو ذلك .
ويجيء أنّ ابن اُخته ـ وهو العقرقوفي ـ إنّما يروي عنه ، وهو الراوي للأحاديث المشتملة على ذلك ، فلاحِظْ مع ما ذكروه في الرجال في أحوال الأسديّ وغيره .
وأمّا ما حُكِي عن المولى التقيّ المجلسيّ ممّا يفيد مكفوفيّة المراديّ أيضاً ـ لقوله بعد نقل خبر ضمان الجنّة لأبي بصير : «إنّ هذا الخبر يحتملهما» أي المراديّ والأسديّ ، ولقوله بعد نقل ما حكاه العلاّمة في الخلاصة عن العقيقي من كون الأسديّ مكفوفاً : «إنّه يمكن أن يكون المرادي أيضاً أبصر» ۱وقوله ـ بعد صحيحة شعيب ، المشتملة على حكم المتزوّج بامرأة لها زوج وقول أبي بصير :«ما أظنّ صاحبنا تكامل علمه» ـ : «إنّ الظاهر أنّ هذا الأعمى لم يفهم كلام الصادق عليه السلامواشتبه عليه» ۲ وذكر أيضاً في المحكيّ من شرحه على المشيخة ـ بعد التصريح بأنّ الأسديّ والمراديّ سواء في المدح والذم ـ ما هذا لفظه : «وقد عرفت حال الوقف ، ولو قيل به ، فللمرادي أيضاً كالوقف بقوله : لم يتكامل علمه» ۳ انتهى ـ ففاسد ۴ يظهر وجهه بالتأمّل في الأخبار والرجال ، خصوصاً ما دلّ من الأخبار على عدم عمى بعض ينصرف إليه إطلاق أبي بصير فإنّه ينافي عمى الجميع . ولعلّ منشأ توهّمه ـ كما قيل ـ ملاحظة نقل الكشّي
1.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۳۱۰ .
2.. المصدر السابق ، ص ۳۰۹ .
3.. المصدر السابق ، ص ۳۱۱ .
4.. قوله : «ففاسد» جواب لقوله :«وأمّا ما حُكي ... .».