195
توضيح المقال في علم الّرجال

العصابة على تصحيح جميع ما رواه ، سيّما بعد ملاحظة دعوى الشيخ ۱ رحمه اللهالاتّفاق على اعتبار العدالة لقبول الخبر» .
إلى أن قال : «نعم ، لا يحصل الظنّ بكونه ثقةً إماميّاً بل الأعمّ ، كما لا يخفى» . ۲
قلت : وعلى ما استظهرناه من العبارة ، واستظهرناه من المشهور ، لا يرد كثير من الاعتراضات المذكورة في المقام ، فلاحظ الفوائد ومنتهى المقال وغيرهما وتأمّل .
وأمّا الوجه الأوّل : فمنشؤه ما نقل عن السيّد رحمه الله من «أنّه لم يعثر في الكتب الفقهيّة من أوّل كتاب الطهارة إلى آخر كتاب الديات على عملِ فقيهٍ من فقهائنا بخبرٍ ضعيف ، محتجّاً بأنّ في سنده أحد الجماعة ، وهو إليه صحيح» . ۳
قلت : قد عثرنا على ذلك في عدّة مواضع خصوصاً في كلمات متأخّري المتأخّرين ، منها : بحث جماعة ۴ المختلف ۵ فيما لو تبيّن فسق الإمام ، وبيع نكت الإرشاد ، ۶ وبحث الارتداد من المسالك ، ۷ إلى غير ذلك .
وأمّا تضعيف المعتبر ۸ لابن بكير ومناقشة الشيخ ۹ في مرسلات الجماعة ، والجماعة في مراسيل ابن أبي عمير ، فمع أنّ ذلك كلّه مشترك الورود على الجميع لعلّه لعدم ثبوت الإجماع عندهم ، أو عدم وقوفهم عليه ، أو عدم اعتنائهم به ، أو بيان أنّ رواياتهم ليست كسائر الصحاح ، وغير ذلك .
وبالجملة ، ما ذُكر لايدفع الشهرة ، والمعروف الاعتماد على مراسيل ابن أبي عمير .

1.. عدّة الاُ?ول ، ج ۱ ، ص ۳۷۶ و ۳۷۷ .

2.. فوائد الوحيد البهبهاني ، ص ۲۹ و ۳۰ .

3.. حكاه عنه الحائري في : منتهى المقال ، ج ۱ ، ص ۵۶ .

4.. أي : صلاة الجماعة .

5.. مختلف الشيعة ، ج ۲ ، ص ۴۹۷ ، المسألة ۳۵۷ .

6.. غاية المراد في شرح نكت الإرشاد ، ج ۲ ، ص ۴۱ .

7.. مسالك الأفهام ، ج ۲ ، ص ۵۸ .

8.. المعتبر ، ج ۱ ، ص ۲۱۰ (مبحث الحيض) .

9.. الاستبصار ، ج ۳ ، ص ۲۷۶ ، الرقم ۹۸۲ .


توضيح المقال في علم الّرجال
194

غاية الأمر كونه ثقةً في نقل الحديث خاصّةً ، كما مرّ في اللفظ المزبور ، إلاّ أنّ هناك استظهرنا وثاقته في نفسه من قرائن أُخر ، فلو وجد مثلها في المقام ، لم نكن نأبى عنه ، وإلاّ فالمسلَّم وثاقته في الحديث .
وأمّا الوجه الثالث : فلعلّ منشأه اختصاص صحّة السند بوثاقة مَنْ فيه ، كما عليه الاصطلاح المتأخّر ، مع ملاحظة ما مرّ في وجه المشهور ، فقد أخذ بظاهر الإجماع المفيد لصحّة الرواية ممّن قيل في حقّه ما ذُكر إلى آخر السند ، وبظاهر الاصطلاح المتأخّر المقتضي لحمل الصحّة على عدالة الرواة .
ووجه فساده وتوهّمه : أنّ اللفظ المزبور منقول عن الكشيّ أو مَنْ سبقه ، وهو من القدماء ، والواجب حمل ألفاظهم على مصطلحهم ، واصطلاحهم في الصحّة إنّما هو على كون الرواية معتبرةً موثوقاً بصدورها عن المعصوم عليه السلام ولو لقرائن خارجيّة ، فالمجمع عليه هو الصحّة بهذا المعنى وهو الذي عليه المشهور ، وصرّح به الكاظميّ ، ويظهر من عبائرهم التي منها عبارة المحقّق الداماد ، وقد تقدّمت .
فلا تغترّ ببعض عبائر الفوائد الرجالية ، المفيدة لاستفادة الوثاقة من ذلك ، لكن في خصوص أهل الإجماع دون مَنْ بعده إلى آخر السند .
كيف! ولو كان ذلك لحمل الصحّة على الاصطلاح المتأخّر ، وجب أن يقول بوثاقة مَنْ يروي عنه أهل الإجماع ، فإنّه ـ كما مرّ ـ أخذ بظاهر العبارة كالمشهور ولا يقول بها ، وكان ما في لبّ اللباب ۱ من دعواه إجماع العصابة على ما سمعت ناظراً إلى هذه العبارة ، وهو كما ترى ؛ لأنّه في آخر الفائدة ذكر ما ينافي ذلك حيث قال : «عندي أنّ رواية هؤلاء إذا صحّت إليهم لاتقصر عن أكثر الصحاح» . ۲
والعبارة المزبورة هذه : «نعم ، يَرِد عليهم أنّ تصحيح القدماء حديث شخص لايستلزم التوثيق ، إلاّ أنّه يمكن أن يقال : يبعد أن لا يكون رجل ثقةً ، ومع ذلك تتّفق

1.. اُنظر : مجموعة «ميراث حديث شيعه» ، دفتر دوم ، ص ۴۷۳ (لبّ اللباب في علم الرجال) .

2.. فوائد الوحيد البهبهاني ، ص ۳۱ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 86586
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي