197
توضيح المقال في علم الّرجال

مشعراً بنفيه في غيره ، وإلاّ فيضعف الاعتماد ؛ لمكان التعارض ، فيلتمس الترجيح أو يتوقّف ، وليس منه التخصيص بالمراسيل ، بل هو موجب لقوّته في غيره .
هذا ، ولايخفى أنّ الموجود عن الكشيّ في حقّ بعض المذكورين غير العبارة المذكورة . مثلاً في الفُضَيل : أنّه ممّن أجمعت العصابة على تصديقه والإقرار له بالفقه .
والمغايرة والثمرة ظاهرة ؛ إذ هنا لاتستفاد الوثاقة أو الصحّة فيمن روى عنه هؤلاء كظهور المغايرة والثمرة بين عبارة الكشيّ ، ـ المتقدّمة ـ وبين قولهم :«عملت الطائفة بما رواه فلان» .
تذنيب :
حكي عن الشيخ في العدّة وفي غيرها أيضاً : أنّه أسند العمل بروايات بعض إلى الطائفة ، وادّعى إجماع الإماميّة على العمل بروايات آخرين ، مثل السكونيّ وحفص بن غياث وغياث بن كلوب ونوح بن درّاج ، ومَنْ ماثَلَهم من العامّة ، مثل : طلحة بن زيد ، وغيره .
وكذا مثل عبداللّه بن بُكَير وسماعة بن مهران وبني فضّال والطاطريّيْنِ وعمّار الساباطي وعليّ بن أبي حمزة وعثمان بن عيسى من غير العامّة . ۱
قال في الفوائد ـ بعد عدّهم ـ : «فإنّ جميع هؤلاء نقل الشيخ ؛ عمل الطائفه بما رووه» .
ثمّ حكى عن المحقّق الشيخ محمّد رحمه الله أنّه قال : «قال شيخنا أبو جعفر رحمه الله في مواضع من كتبه : إنّ الإماميّة مُجمِعَة على العمل برواية السكونيّ وعمّار ومَنْ ماثلهما من الثقات» .
وحكى عن المحقّق المزبور أيضاً أنّه قال : «الإجماع على العمل بروايتهم لايقتضي التوثيق ، كما هو واضح» .
قال : «أقول : يبعد أن لا يكون ثقة على قياس ما ذُكر في قولهم : أجمعت العصابة» . ۲

1.. عدّة الاُ?ول ، ج ۱ ، ص ۳۸۰ و ۳۸۱ .

2.. فوائد الوحيد البهبهاني ، ص ۵۵ .


توضيح المقال في علم الّرجال
196

الأمر الثالث : في تعداد الجماعة المزبورة .
وهُمْ ـ على ما في منتهى المقال ـ : زرارة ، ومعروف بن خرّبوذ ، وبُريد بن معاوية العجليّ ، وأبو بصير الأسديّ ـ وقال بعضهم مكانه : أبو بصير المرادي ، وهو ليث بن البختريّ ۱
وربّما يشاركه في النقل المزبور غيره ، كالنجاشيّ والعلاّمة لا بطريق النقل عنه ، وكالشيخ في العدّة وغيرها ، مرّةً بالتعبير المزبور ، وآخر بقوله : «إنّ الطائفة عملت بما رواه فلان» كما ذكر ذلك في عبداللّه بن بكير . ۲
وقد يشاركه فيما ذكر في خصوص طائفة من روايات أحد الجماعة المذكورة كبعض كتبه وكمراسيله ، كما في ابن أبي عمير فقد شاركه الشيخ .
وفي أوائل الذكرى : «إنّ الأصحاب أجمعوا على قبول مراسيله» . ۳
وعن النجاشي : «أنّ أصحابنا يسكنون إلى مراسيله» ۴ إلى غير ذلك .
فمع المشاركة يتقوّى الاعتماد على الإجماع المزبور حيث لم يكن التخصيص

1. ـ والفضيل بن يسار ، ومحمّد بن مسلم ، وجميل بن درّاج ، وعبداللّه بن مسكان ، وعبداللّه بن بُكير ، وحمّاد بن عثمان ، وحمّاد بن عيسى ، وأبان بن عثمان ، ويونس بن عبدالرحمن ، وصفوان بن يحيى ، وابن أبي عمير ، وعبداللّه بن المغيرة والحسن بن محبوب ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وفضالة بن أيّوب . وقال بعضهم مكان ابن محبوب : الحسن بن عليّ بن فضّال . وبعضهم مكانه : عثمان بن عيسى . هذا ، وأمّا ناقل الإجماع المزبور فهو الكشيّ على ما هو المعروف ، وربّما ينقل عن غيره كما في فضالة بن أيّوب ، حيث قال : «قال بعض أصحابنا : إنّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم وتصديقهم» . . رجال الكشّي ، ص ۲۳۸ ، الرقم ۴۳۱ .

2.. عدّة الاُ?ول ، ج ۱ ، ص ۳۸۱ .

3.. ذكرى الشيعة ، ص ۴ .

4.. رجال النجاشي ، ص ۳۲۶ ، الرقم ۸۸۷ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 86326
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي