ومن هذا قولهم في الكتب المتداولة : نوادر الصلاة ونوادر الزكاة وأمثال ذلك» .
قال : «وربّما يُطلق النادر على الشاذّ ، ومن هذا قول المفيد رحمه الله في رسالته في الردّ على الصدوق ، في أنّ شهر رمضان يصيبه ما يصيب الشهور من النقص : إنّ النوادر هي التي لا عمل عليها ، ۱ مشيراً إلى رواية حذيفة .
والشيخ رحمه الله في التهذيب قال : لايصلح العمل بحديث حذيفة ؛ لأنّ متنه لايوجد في شيء من الأُصول المصنّفة ، بل هو موجود فيالشواذّ من الأخبار . ۲
والمراد من الشاذّ عند أهل الدراية ما رواه الراوي الثقة مخالفاً لما رواه الأكثر ، وهو مقابل المشهور . ۳
قلت : هو المستفاد من رواية الأخذ بالشهرة دون الشاذّ النادر .
وحيث عرفت المفردات عرفت النسبة بينها ، فالكتاب أعمّ من الجميع مطلقاً بحسب اللغة بل العرف إلاّ عُرف مَن اصطلح الأصل في نحو ما ذُكر ، والكتاب في مقابله كما عرفت ، فمتباينان ، كظهور تباين الأصل مع النوادر بل الجميع حتّى التصنيف والتأليف في العرف المتأخّر وإن كان أحياناً يُطلق بعضها على بعض إمّا للمناسبة أو بناء على خلاف الاصطلاح المتجدّد ، فلاحِظ الموارد وتدبّر .
ونقول في الثاني : إنّ المحكيّ عن البُلغة ۴ استفادة الحُسن من قولهم : له أصل .
وفي التعليقة في ترجمة عليّ بن أبي حمزة البطائني ـ بعد نقل تضعيفه عن المشهور ـ : «قيل بكونه موثّقاً؛لقول الشيخ في العدّة: عملت الطائفة بأخباره، ولقوله في الرجال : له أصل ، ولقول ابن الغضائري في ابنه الحسن : أبوه أوثق منه» . ۵
وذكر في فوائدها : «أنّ الظاهر أنّ كون الرجل صاحب أصل يُفيد حُسناً لا الحسن الاصطلاحي ، وكذا كونه كثير التصنيف ، وكذا جيّد التصنيف وأمثال ذلك ، بل كونه ذا
1.. الرسالة العدديّة (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد) ، ج ۹ ، ص ۱۹ .
2.. تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۶۹ .
3.. فوائد الوحيد البهبهاني ، ص ۳۴ و ۳۵ .
4.. بُلغة المحدِّثين ، ص ۳۴۴ ، هامش ۳ .
5.. تعليقة الوحيد البهبهاني ، ص ۲۲۳ .