قلت : مِن هذا يظهر أنّ النفي مذهب الأكثر ، ولعلّه الأظهر إن أُريد بالحسن ما هو أعلى من مطلق المدح ، وإلاّ بأن أُريد منه مطلق المدح ، فالظاهر نعم ؛ لوضوح أنّه ليس ممّا يفيد الذمّ ، كوضوح أنّ الإكثار منه و من إثبات كتاب أو كتب أو أصل ونحوه لشخص في مقام المدح والقدح ليس عبثاً ، فالظاهر إرادتهم منه الإشارةَ إلى مدح فيه ، بل هو أولى من المولى ، فيستفاد منه نوع مدح متفاوت المراتب بتفاوت القرائن والتعبيرات ، مثل أن يقال : له كتاب ، أو : أصل جيّد ، أو : رواه جماعة ، أو : فلان ، وهو لايروي الضعاف .
وكالشهادة بأنّه صحيح ، كما ذكر النجاشيّ في الحسن بن عليّ بن النعمان : «له كتاب نوادر ، صحيح ، كثير الفوائد» ۱ وفي الحسن بن راشد : «له كتاب نوادر ، حسن كثير العلم» . ۲
وذكر الشيخ أنّ حفص بن غياث عاميّ المذهب ، له كتاب معتمد ، ۳ فعن منهج المقال أنّه «ربّما يجعل مقام التوثيق من أصحابنا» . ۴
وذكر أيضاً أنّ طلحة بن زياد عاميّ المذهب ، إلاّ أنّ كتابه معتمد . ۵
وفي التعليقة : «حَكَمَ خالي بكونه كالموثّق ، ولعلّه لقول الشيخ : كتابه معتمد» . ۶
ومن ذلك إذا قالوا : إنّ كتابه في أُمور تدلّ على حسن حاله ، كفضائل الأئمّة أو أحدهم عليهم السلام ، أو الأعمال المستحبّة والزيارات ، أو الردّ والنقض على المخالفين والمبطلين من فِرَق الشيعة ، ونحو ذلك .
ومنها : قولهم : «قريب الأمر» أو «مضطلع بالرواية» أو «سليم الجنبة» .
1.. رجال النجاشي ، ص ۳۸ ، الرقم ۷۶ .
2.. رجال النجاشي ، ص ۴۰ ، الرقم ۸۱ .
3.. الفهرست ، ص ۶۱ ، الرقم ۲۴۲ .
4.. منهج المقال ، ص ۴۱۰ .
5.. الفهرست ، ص ۸۶ ، الرقم ۳۷۲ .
6.. تعليقة الوحيد البهبهاني ، ص ۱۸۵ .