قلت : لولا اختصاص الاصطلاح ، كان مقتضى التسمية شموله لغير الأوّل أيضاً ، حيثما روى المرويّ عنه عن الراوي من غير اعتبار الاقتران المتقّدم ، وأمّا إذا كان الراوي دون المرويّ عنه في السنّ أو الأخذ أو المقدار من علم أو إكثار رواية ونحو ذلك ، فهذا ـ لكثرته وشيوعه ؛ لأنّه الغالب في الروايات ـ لم يخصّ باسمٍ خاص .
نعم ، عكسه ـ لقلّته ـ هو المسمّى برواية الأكابر عن الأصاغر .
في الدراية «وقع منه رواية العبادلة وغيرهم عن كعب الأحبار» . ۱
وكتب في الحاشية : «أنّهم أربعة : عبداللّه بن عباس وعبداللّه بن عمر وعبداللّه بن زبير وعبداللّه بن عمرو بن العاص» .
قال : «ومنه ـ أي من هذا القسم ، وهو أخصّ من مطلقه ـ رواية الآباء عن الأبناء . ومنه ـ من الصحابة ـ رواية العبّاس بن عبدالمطلب عن ابنه الفضل أنّ النبيّ صلى الله عليه و آلهجمع بين الصلاتين بالمزدلفة» . ۲
قلت : وأمّا العكس ـ وهو رواية الأبناء عن الآباء فلكثرته وشيوعه وخلوّه عن الغرابة مطلقاً غير مسمّى باسم ، وله أقسام كثيرة باعتبار تعدّد الأب المرويّ عنه ، فمرّة يروي ابن عن أبيه وهو عن أبيه ، وأُخرى يزيد العدد . والممكن منه ومن صور وجود ذلك في الصدر أو الذيل أو الوسط أو المركّب من اثنين أو ثلاثة ، وكذا من صور تخلّل المختلف لرواية الابن عن الأب ـ كرواية ابن عن أبيه وهو عن أجنبيّ وهو عن أبيه ـ إلى غير ذلك يقرب إلى تعسّر الضبط .
وأمّا الواقع من الأوّل في الذيل ـ أي المسلسل في ذيله بالآباء ـ فأغرب ممّا وقع منه ـ لكثرة الآباء الراوي بعضهم عن بعض ـ ما بلغوا إلى أربعة عشر وخمسة عشر بانضمام الابن الراوي عنهم .
قال في الدراية : «هو ما رواه الحافظ أبو سعيد بن السمعانيّ ، قال : أخبرنا أبو شجاع