281
توضيح المقال في علم الّرجال

أو يقال : محمّد بن أحمد بن يحيى عن أبيه محمد بن يحيى ، والواقع أحمد بن محمّد ابن يحيى عن أبيه محمّد بن يحيى ، إلى غير ذلك .
وفي المتن كما في حديث السبعة الذين يظلّهم اللّه في عرشه : «فقيه ، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لايعلم يمينه ما ينفق شماله . . .» . ۱
قال في الدراية : «وإنّما هو : حتّى لاتَعلم شماله ما تُنفق يَمِينُه ، كما ورد في الاُ?ول» ۲ انتهى .
لكن أطلق في الدراية ۳ والقوانين ۴تفسيره بأن يُروي بطريق فيغيّر الطريق أو بعضه لِيُرْغَبَ فيه .
وعلى هذا لم يبق فرقٌ معتدّ به بينه وبين المصحّف، وأمّا على ما ذكرناه فالفرق واضح.
ويمكن إرجاع إطلاق الأخير إلى ما ذكرناه ، بخلاف الأوّل ، فإنّه قال : «هو حديث ورد بطريق فيروى بغيره» ۵ وظاهره أنّ الآخر مغاير للأوّل مطلقاً ، لا في خصوص الترتيب ، وإن منع الظهور المزبور ، كان كالأخير .
ومنها : المَزيد . وهو ما يروى بزيادة على ما رواه غيره في السند أو المتن .
ففي الأوّل ما إذا أسنده وأرسلوه ، أو وصله وقطعوه ، أو رفعه إلى المعصوم عليه السلامووقفوه على غيره ، أو كان سندهم مشتملاً على رجلين أو ثلاثة ، وسنده على ما زاد على ذلك بواحد أو أكثر .
وفي الأخير كما في حديث : «جُعلت لي الأرض مسجداً وترابها طهوراً» . ۶
وفي الدراية : «هذه الزيادة تفرّد بها بعض الرواة ، ورواية الأكثر لفظها : جُعِلَت لي ۷

1.. اُنظر : صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۷۱۵ .

2.. الرعاية ، ص ۱۵۱ .

3.. الرعاية ، ص ۱۵۰ .

4.. القوانين المحكمة ، ج ۱ ، ص ۴۸۶ .

5.. دعائم الإسلام ، ص ۱۴۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۳۷۱ ( كتاب المساجد ، ح ۵۲۲) .

6.. في المصدر : «لنا» بدل «لي» .


توضيح المقال في علم الّرجال
280

وفي القوانين : «أنّه كثير» ۱ وفي الدراية : «صحّف العلاّمة في كتب الرجال كثيراً من الأسماء ، مَنْ أراد الوقوف عليها فليطالع الخلاصة وإيضاح الاشتباه في أسماء الرواة ، وينظر ما بينهما من الاختلاف» . ۲
قال : «وقد نبّه الشيخ تقيّ الدين بن داود على كثير من ذلك» . ۳
ثمّ التصحيف في الأغلب في اللفظ ، والمعتبر فيه تغيير المعنى والمراد ، وبه يمتاز عن النقل بالمعنى إذا كان في المتن .
وقد يكون في المعنى فقط ، كما حكى في الدراية ۴ عن أبي موسى محمّد بن المثنّى العَنَزِي أنّه قال : «نحن من قوم لنا شَرَف نحن من عنزة صلّى إلينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله» يريد بذلك ما روي أنّه صلّى إلى عَنَزة ، وهي حَربة تُنصب بين يديه سُترة ، فتوهّم أنّه صلّى إلى قبيلتهم بني عنزة ، وهو تصحيف معنويّ عجيب .
وقد يطلق على المصحّف : المحرّف . ۵
وفي لبّ اللباب اعتبر في الأوّل أن يكون التصحيف بما يناسب الأصل خطّاً وصورةً ، وعمّم الثانيّ ، إلاّ أنّه خصّ الغرض فيه بأن يكون مطلباً فاسداً ، وخصّ الثالث بالسند . والظاهر خلافه ، فراجع .
ومنها : المقلوب . وهو ـ على ما يظهر من أمثلتهم له ، وهو المناسب للتسمية ـ ما قُلِب بعض ما في سنده أو متنه إلى بعض آخر ممّا فيه لا إلى الخارج عنهما . وحاصله ما وقع فيه القلب المكاني .
ففي السند أن يقال : محمّد بن أحمد بن عيسى ، والواقع أحمد بن محمّد بن عيسى ،

1.. القوانين المحكمة ، ج ۱ ، ص ۴۸۷ .

2.. الرعاية ، ص ۱۰۹ .

3.. الرعاية ، ص ۱۱۰ .

4.. الرعاية ، ص ۱۱۱ .

5.. قال الشيخ محمّد جعفر الاسترآبادي في «لبّ اللباب» (ص ۲۳) : «المصحّف : هو ما غيّر سنده أو متنه بما يناسبه خطّاً وصورةً ، كتصحيف بريد ـ بالباء الموحّدة والراء المهملة ـ بيزيد ، بالياء المثنّاة التحتانية والزاي المعجمة ، وحريز بجرير ونحو ذلك . . .» .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 86293
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي