29
توضيح المقال في علم الّرجال

أمّا المقدّمة : ففي تعريفه وبيان موضوعه وفائدته المحتاج إليها على ما هو المتعارف في كلّ علم

[ تعريف علم الرجال ]

ونقول في الأوّل : «إنّه ما وضع لتشخيص رواة الحديث ذاتاً ووصفاً ، مدحاً وقدحاً» ۱ فبقيد الوضع خرج ما كان من علم الحديث والتأريخ وغيرهما مشتملاً على بيان جملة من الرواة على الوجه المزبور ؛ فإنّ شيئاً من ذلك لم يوضع لذلك ، وكذا علم الكلام إن

1.. والأحسن في تعريف «علم الرجال» أن يقال : إنّه ما يبحث فيه عن أحوال الراوي من حيث إتّصافه بشرائط قبول الخبر وعدمه ، وهذا الحدّ مانع وجامع لجميع مسائل هذا العلم ممّا كان له تعلّق بذات المُخبر أوّلاً وبالذات ، وبالخبر ثانياً وبالعرض ، كقولهم بأنّ فلاناً عدل أو فاسق لاقى فلاناً أو لم يلاقه ، أو بالعكس كقولهم : أجمعت العصابة على تصحيح مايصحّ عن فلان ، لإفادة ذلك المدح إتّفاقاً لمن يقال في حقّه . و الفرق بينه و بين علم الدراية أنّ : هذا العلم في بيان أحوال الجزئيّات الشخصيّة من الرواة ، و لذا قد يقال : إنّ تعداده في عداد العلوم ليس كما ينبغي ؛ إذ العلوم الحقيقية ما يستفاد منها قواعد كلّيّة يقتدر بها على معرفة الجزئيّات غير المحصورة ، ويحتاج إلى النظر وإعمال القوّة ، وليس هذا العلم بهذه المثابة ؛ لعدم استناد حصوله إلاّ إلى الحواسّ الظاهرة ، الخارجة إدراكاتها من زمرة العلوم . وعلم الدراية علم يبحث فيه عن أحوال سند الخبر ومتنه وكيفية تحمّله وآداب نقله . وبالجملة البحث في علم الدراية يتعلّق بالمفاهيم، كقولهم: إنّ الخبر الصحيح ما كان سلسلة سنده إماميّاً عادلاً ضابطاً لابالمصاديق، فتأمّل.(الأحقر الشيخ جعفر).


توضيح المقال في علم الّرجال
28
  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 86386
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي