303
توضيح المقال في علم الّرجال

فبرز في الطهارة مجلّد ، وفي الصلاة مجلّد ، وفي البيع مجلّد ، وفي القضاء مجلّدان ، والآن أنا في ثالثهما في بقيّته مع الشهادات ، دخلها الفصل بكتابة هذه الرسالة بالتماس جمع من أزكياء الطلبة والأحبّة ، مع السفر إلى زيارة سيّدنا ومولانا الرضا عليه وعلى آبائه الطيّبين وأبنائه المعصومين آلاف صلاة وسلام وتحيّة ، ثمّ زيارة الوالد الماجد مع غيره من الأرحام .
نسأل اللّه الرحمة والعصمة والتوفيق على الدوام ، وأن يخصّنا بمزيد اللطف والإنعام ، بجاه محمّد وعترته البررة الكرام .
وذلك في سنة اثنتين وستّين بعد ألف ومائتين من الهجرة الشريفة النبويّة [ 1262 ق ]على هاجرها ألف سلام وصلاة وتحيّة . ۱

1.. ورد في الأصل : «وكان الفراغ من تحريرها في سنة سبع وستّين ومائتين بعد الألف ، بقلم الجاني الفاني محمّد بن حسين الحسينيّ القميّ» .


توضيح المقال في علم الّرجال
302

[ ترجمة المصنف نفسه ]

[60] وحيث إنّ العبد الذي أقلّهم علماً وعملاً وأكثرهم خطأً وزللاً ، مصنّف هذه الرسالة وجامع هذه المقالة ، المسمّاة بـ «توضيح المقال في علم الرجال» نظم نفسه في جملتهم الجميلة ، فليدخل اسمه في سلك أساميهم الشريفة الجليلة ، لتحصيل توافق العالمين وتكميل العدد المذكور إلى الستّين .
فأقول : سُمِّيتُ بعليّ ، ووُلدت في سنة عشرين بعد ألف ومائتين من الهجرة الشريفة ، في قرية قرب بلدة طهران بفرسخين ، في سفح جبل هناك ، المسمّاة بـ «كنّ» ـ بفتح الكاف وتشديد النون ـ لتستّرها بانخفاض محلّها ، قال تعالى : «وجَعَلَ لَكُم مِنَ الجِبالِ أَكنَاناً» .۱
وذهبتُ إلى المعلّم بسعي منّي والتماس ، فاستغنيت عنه في مدّة قليلة ، ثمّ كنت مصرّاً على الدخول في العلوم العربيّة الأدبيّة ، واستمرّ عَلَيَّ المنع إلى قرب عشرين سنة فوُفّقت عند ذلك لذلك بدعوات شافية وشفعاء كافية ، إلى أن وُفِّقْتُ لمجاورة الروضات الساميات والعتبات العاليات ، فببركاتهم وشفاعاتهم عليهم السلام شرعت في تصنيف الأُصول ، وكتبت فيها جملة وافية وعمدة نافعة ، برز منها أكثر مسائل الأوامر والنواهي والمفاهيم والاستصحاب في رسالة مستقلّة ، بل لم يبق منها إلاّ نزر يسير في سنة أربع وأربعين بعد ألف ومائتين ، إلى أن وقع الطاعون العظيم في أكثر البلاد خاصّة في العراق ، فعاقني ذلك وغيره ـ كغيري ـ عن الاشتغال ، وصرنا مدّة سنتين أو أزيد في حلّ وارتحال ، إلى أن وُفّقت ثانياً للمجاورة ، فاشتغلت بتصنيف الفقه ؛ لما رأيت من ذهاب الرجال ودنوّ الآجال وانقطاع الآمال ، فحيث لم يكن عندي ما يحتاج إليه من الكتب والأسباب ، لعدم مساعدة الدهر مع معاضدة شدّة الفقر ، كنت أكتب في كلّ موضع يتيسّر لي ـ بعد كدٍّ شديد وشَدٍّ أكيد ـ ما يحتاج إليه في ذلك الموضع .

1.. النحل (۱۶) : الآية ۸۱ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 86314
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي