ومنها : نقل العالم الثقة الورع في كتابه المؤلَّف للإرشاد ورجوع الشيعة إليه .
ومنها : كون راويها ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه ، على المعنى الظاهر الذي عليه الأكثر كما يأتي .
ومنها : كونه مِمَّن نصَّ في الروايات على توثيقه وأمر بالأخذ منه ومن كتابه أو أنّه المأمون في أمر الدين والدنيا . ۱
ومنها : وجودها في أحد الكتب الأربعة : الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار ؛ لشهادة مؤلّفيها بصحّة ما فيها من الأخبار ، وأنّهم أخذوها من الكتب المعتمدة والاُصول المعتبرة التي إليها المرجع وعليها المعوّل .
ومن ذلك ما ذكره الشيخ الفاضل الكامل الحرّ العامليّ في الوسائل قال :
«الفائدة التاسعة : في ذكر الاستدلال على صحّة أحاديث الكتب التي نقلنا منها هذا الكتابَ وأمثالها ووجوب العمل بها فقد عرفت الدليل على ذلك إجمالاً ، ويظهر من ذلك ضعف الاصطلاح الجديد ۲ على تقسيم الأحاديث إلى صحيح وموثّق وحسن وضعيف ، الذي تجدّد في زمان العلاّمة وشيخه أحمد بن طاوس ، والذي يدلّ على ذلك وجوه» . ۳
قلتُ : المناسب لهذا المختصر الاقتصار على نقل عمدتها ولو بالمعنى ، وجمع ما هو من باب واحد أو بعضه متفرّع على بعض في أمر واحد ، فنقول :
أحدها :
«أنّ المعلوم بالتواتر والأخبار المحفوفة بقرائن القطع أنّه كان دأب القدماء في مدّة تزيد على ثلاثمائة سنة ضبط الأحاديث وتدوينها في مجالس الأئمة عليهم السلام وغيرها ، وكانت هِمَمُهم على تأليف ما تعمل به الطائفة المحقّة ، وعرضه على الأئمة عليهم السلام ، وقد استمرّ ذلك إلى زمن تأليف الكتب الأربعة حتّى بقيت جملة منها بعد ذلك .
وهذه الأربعة منقولة من تلك الأُصول المعتمدة ، بشهادة أربابها الثقات ، ولغاية بُعْد تأليفهم