الفصل الثاني: في أسباب التميّز عند الاشتراك
والضابط فيها ما يختصّ قطعاً أو ظنّاً ببعض المشتركين في الاسم ونحوه اختصاصاً إضافيّاً ، أي بالنسبة إلى سائر المشتركين معه في الاسم وإن كان موجوداً بل على الوجه الأتمّ في غيرهم ، فإنّه لاينافي الغرض الذي هو التميّز عن المشاركين .
ومرجع هذا في الحقيقة ـ بعد ملاحظة الاختصاص المستفاد من الاسم مع الاختصاص المستفاد من المميّزات ـ إلى الاختصاص الحقيقي ؛ لخروج الغير بالاسم ، والمشاركين فيه بالمميّز المفروض اختصاصه فيما بينهم به .
وحيث عرفت أنّ المدار على الضابط المزبور علمت أنّ الاقتصار في عَدِّها على خمسة أو اثني عشر بل إفادة حصرها فيها ـ كما في كلام بعضهم ـ ممّا لا وجه له ، إلاّ أن يريد ما وجده واستنبطه ، وإلاّ فهي أزيد ممّا ذُكر ؛ إذ منها التميّز بالنسب واللقب والكنية والصنعة ومطلق الوصف والمكان والزمان .
والثلاثة الأُولى عُلِمت في الفصل الأوّل ، فإنّ عمدة التميّز فيه ببعضها أو جميعها ، والأربعة الأخيرة قد تجامع الثلاثة فتقدّمت ؛ إذ من الألقاب ما يكون صنعةً ، كالخيّاط والحنّاط والعطّار والصيرفيّ والحدّاد والحذّاء والزرّاد والسرّاد ، فإنّهما بمعنى صانع الدرع .