التعقيبات و الدعوات - الصفحه 97

فصل[1]

قال وهب بن منبّه: قرأت في بعض الكتب «الدنيا غنيمة الجهّال، لم يعرفوها حتى خرجوا منها فسألوا الرّجعة فلم يرجعوا. واحتضر فقال ما تأسفي على دار الأحزان والغموم والخطايا والذنوب وإنما تأسفي على ليلة نمتها ويوم أفطرته وساعة غفلتها عن ذكر اللّه تعالى» وروي أنّّ قوما خرجوا إلى السفر فجازوا عن الطريق فانتهوا إلى صومعة راهب فقالوا يا راهب أين الطريق؟ فأومأ برأسه إلى السماء، فعلم القوم ما أراد. فقالوا يا راهب إنّا سائلوك فهل أنت مجيب؟ فقال: سلوا ولاتكثروا فإنّ النهار لايرجع والعمر لايعود والطالب حثيث. فقالوا: ما القوم غدا عند مليكهم فقال: على نيّاتهم. فعجب القوم من كلامه ثم قالوا: أوصنا فقال: تزوّدوا على قدر سفركم فإنّ خير الزاد ما بلّغ البغية، ثم أرشدهم إلى الطريق وأدخل رأسه في صومعته ۱ . فانظر إلى علم هذا العالم و انقطاعه إلى اللّه وإقباله على عبادته،ثم انظر هذا الشّحّ العظيم على عمره الكريم وصونه له من

1.اين داستان را مؤلف در التحصينئ نيز ذكر كرده و در آن به جاى«مجيب»، «مجيبنا» و به جاى«سلوا»، «اسئلوا» و به جاى«ما القوم غدا عند مليكهم»، «ماذا الخلق غدا عند مليكهم» آمده است.

الصفحه من 102