القاب الرسول و عترته - الصفحه 48

باب في ذكر فاطمة بنت رسول اللّه عليهما السلام

هي البتول الطّهر، والطّاهرة الزّهرة الزّهراء الزاهرة، المحدّثة العليمة، العالمة الحكيمةالحليمة التّقيّة النّقيّة، حبيبة أبيها، السيّدة، الزاهدة، حوراء إنسيّة، بضعة رسول اللّه، شجنة نبيّ اللّه، المظلومة، المضطهدة الشهيدة، مؤنسة خديجة الكبرى في بطنها، أمّ الأئمّة والدة حجج اللّه تعالى، أمة اللّه، بنت النّبيّ، زوجة الوصيّ، سيّدة نساء أهل الجنّة، سيّدة نساء العالمين، الأمة البارّة، المدفونة باللّيل، الكاظمة، الرؤوفة.

فصل في تفسير ألقابها المذكورة

اعلم انّها عليها السّلام بتلت نفسها على المحظورات والمكروهات عقلا وشرعا فتبتّلت، وانقطعت إلى طاعة اللّه وعباداته علما وعملا، وبتل الحيض والاستحاضة والنفاس عنها، وكانت طاهرا[طهرا] أبدا. طاهرة لم تزل كانت من الّذين «اذهب اللّه عنهم الرّجس اهل البيت وطهّرهم تطهيرا» ۱

1.فى القرآن الكريم: «انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا» الأحزاب۳۳:۳۳ «عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبداللّه عليه السلام: يا ابن رسول اللّه، لم سمّيت الزهراء زهراء؟ فقال: لأنّها تزهر لأميرالمؤمنين عليه السلام في النهار ثلاث مرّات بالنور، كان يزهر نور وجهها صلاة الغداة والناس في فراشهم، فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة، فتبيضّ حيطانهم. فيعجبون من ذلك، فيأتون النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله فيسألونه عمّا رأوا، فيرسلهم إلى منزل فاطمة عليها السلام فيأتون منزلها فيرونها قاعدة في محرابها تصلّي والنور يسطع من محرابها من وجهها، فيعلمون أنّ الّذي رأوه كان من نور فاطمة. فإذا انتصف النهار وترتّبت للصلاة، زهر نور وجهها عليها السلام بالصفرة فتدخل الصفرة في حجرات الناس، فتصفرّ ثيابهم وألوانهم فيأتون النبيّ صلّى اللّه عليه وآله فيسألونه عمّا رأوا، فيرسلهم إلى منزل فاطمة عليها السلام فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها عليها السلام بالصفرة، فيعلمون أنّ الّذي رأوا كان من نور وجهها. فإذا كان آخر النهار وغربت الشمس، احمرّ وجه فاطمة، فأشرق وجهها بالحمرة فرحا وشكرا للّه عزّ وجلّ، فكان تدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمرّ حيطانهم، فيعجبون من ذلك ويأتون النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله ويسألونه عن ذلك، فيرسلهم إلى منزل فاطمة، فيرونها جالسة تسبّح اللّه وتمجّده ونور وجهها يزهر بالحمرة، فيعلمون أنّ الّذي رأوا كان من نور وجه فاطمة عليها السلام، فلم يزل ذلك النور في وجهها حتّى ولد الحسين عليه السلام، فهو يتقلّب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الأئمة منّا أهل البيت إمام بعد إمام». بحارالأنوار، ج۴۳، ص۱۱

الصفحه من 79