القاب الرسول و عترته - الصفحه 50

يتّقى، أصله اوتقى على افتعل، فقلبت الواو ياء لانكسار ماقبلها و أبدلت منها التاء وأدغمت، فلمّا كثر استعماله توهّموا أنّ التّاء من نفس الكلمة).
وكانت نقيّة نظيفة من كلّ عار وشنار، يقال: نقى الشئ ينقى نقاوة بالفتح فهو نقيّ أى نظيف، وكانت محبوبة إلى أبيها رسول اللّه صلّى الله عليه وآله يزيد حبّه لها على محبّتها له عليهما السّلام، وكانت سيّدة زاهدة أي غير راغبة في حطام الدّنيا وزينتها متزهّدة أي متعبّدة لربّها سرّا وإعلانا ليلا ونهارا.
وعن أبي سعيد، قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله: «سادات نساء أهل الجنّة أربع: فاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه وآله، وخديجة، ومريم، وآسية. وفاطمة سيّدة نسآء أهل الجنّة»، ۱ وقال: «دخلت الجنّة ليلة أسري بي فناولنى جبرئيل عليه السّلام تفّاحة من ثمر الجنّة فاكلتها فوقع ماؤها في صلبي، فوقعت على خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء في صورة إنسيّة، فاذا اشتقت إلى الجنّة قبّلت فاطمة فأشمّ منها رائحة الجنّة». ۲ والبضعة: القطعة من اللّحم بالفتح، وأخواتها بالكسر كالفلذة. وفي الحديث: «الرّحم شحنة من اللّه»، أي الرّحم مشتقّة من الرّحمن، يعني أنّها قرابة مشتبكة كاشتباك العروق.
وكونها مظلومة مضطهدة بعد أبيها لايخفى، فقد سلبت فدك منها قهرا، ومنع حقّ ولديها وبعلها، وماتت بالغصّة شهيدة إذ ضربوا باب دارها على بطنها حتّى هلك ابنها الجنين الّذي سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المحسن.
واستئناس أمّها خديجة هو أنّ نساء قريش هاجرن خديجة إذ تزوّجت رسول اللّه صلّى الله عليه وآله فمرّ عليها النّبيّ صلّى الله عليه وآله يوما وهي تتكلّم فقال: يا خديجة فمن تكلّمين، فقالت مع الجنين الّذى في بطني.
وتفسير الباقي ۳ ظاهر.

1.«عن ابن عباس، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله أنّه قال: «أربع نسوة ساداه، عالمهنّ: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد وأفضلهنّ عالما فاطمة». تفسير روح المعاني، ج۳، ص۱۵۵

2.انظر: دلائل الإمامة، ۱۴۶، نوادر المعجزات، ۹۹/۱۷، علل الشرائع، ج۱، ص۱۸۳

3.مابقي.

الصفحه من 79