رأيت حتّى قال:«يا اسفى» إنّه فقد ابنا واحدا، وأنا رأيت أبي وأخي وجماعة أهل بيتي يذبّحون حولي. ۱ والبكّاؤون آدم على فراق الجنّة، ويعقوب ويوسف وفاطمة وعليّ بن الحسين وهو عليّ الثّاني.
وقيل له: ذا الثّفنات، لأنّ طول السّجود أثّر في مساجده وثفناته. وثفنات البعير: مايقع على الأرض من أعضائه إذا استناخ، وغلظ كالرّكبتين وغيرهما.
وروي أنّ النّاس ظنّوا بعد الحسين محمّد بن الحنفيّة، فجاء زين العابدين إلى الحجر الأسود وابن الحنفيّة، فقال محمّد: إن كان الحقّ لي في الإمامة أيّها الحجر فتكلّم به فلم ينطق، ثمّ قال عليّ مثله فأنطق الله الحجر فقال: إنّ الإمامة لعليّ وفي أولاده، فقبّل محمّد رجله. ۲ وكان على ظهره كهيئة الجبال السّود للحمل على ظهره إلى الفقراء باللّيل، وكان يقوّت سبعين بيتا من أهل المدينة وهم لايعلمون، فلمّا مات فقدوا أثره. وكان يعجبه أن يحضر طعامه جماعة من اليتامى والأضرّاء ويلبسهم الثّياب وينفق على عيالهم.
1.«… عن المنهال ـ يعني ابن عمرو ـ قال دخلت على عليّ بن حسين فقلت: كيف أصبحت أصلحك اللّه؟ فقال: ما كنت أرى شيخا من أهل المصر مثلك لايدري كيف أصبحنا؟!! فأمّا إذ لم تدر أو [لم] تعلم فأنا أخبرك: أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون إذ كانوا يذبّحون أبناءهم و يستحيون نساءهم!!!
وأصبح شيخنا وسيّدنا يتقرّب إلى عدوّنا بشتمه وسبّه على المنابر!!!
وأصبحت قريش تعدّ أنّ لها الفضل على العرب لأنّ محمّدا [صلّى اللّه عليه وآله وسلم] منها، لاتعدّ لها فضل إلاّ به، وأصبحت العجم مقرّة لهم بذلك.
فلئن كانت العرب صدقت أنّ لها الفضل على العجم، و صدقت [قريش] أن كان لها الفضل على العرب؛ لأنّ محمّدا[ صلّى اللّه عليه وآله وسلم] منها، إنّ لنا أهل البيت الفضل على قريش لأنّ محمّدا [صلّى اللّه عليه وآله وسلم] منّا، فأصبحوا [يأخذون بحقّنا و] لايعرفون لنا حقّا!!!
فهكذا أصبحنا إذ لم تعلم كيف أصبحنا!!!
قال [المنهال]: فظننت أنّه أراد أن يسمع من في البيت.
ترجمة الإمام زين العابدين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق، ص۸۰و ۸۱
2.انظر: الخرائج والجرائح، ج۱، ص۲۵۸؛ بحارالانوار، ج۴۲، ص۳۰