شرح حديث"من عرف نفسه فقد عرف ربّه" - الصفحه 172

ومعنى قوله ـ عليه السلام ـ «من عرف نفسه فقد عرف ربّه» و نعم ما قيل فى بيان الحديثين.

اى نسخه نامه الهى كه تويى-وى آينه جمال شاهى كه تويى
بيرون ز تو نيست هر چه در عالم هست-از خود بطلب هر آنچه خواهى كه تويى
و نعم ما قال عليّ ـ عليه السلام ـ:

أتزعـم أنّـك جـرم صـغير-وفيك انطوى العالم الأكبر۱
ثمّ إنّ الله تعالى لمّا خلق ما خلق لأجل معرفته، ومن جملة ما خلق العوالم العلويّ وهي عالم الجبروت والملكوت، وهذان العالمين لمّا لم نعرفهما ولم نعلمهما لأنّا لانراهما لعدم إمكان ذلك لنا، فخلق الله صورته و شبيهه ومثاله ونظيره في بني آدم ليعرف بذلك ما في هذين العالمين، ليصحّ سرّ إيجاده تعالى لهما وغاية خلقه ـ عزّوجلّ ـ إياهما، فلذلك أسرى بنبيّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلم ـ ليلة المعراج ليريه آياته العلويّة ليخبرها لنا فنعرف الله بالكمال ونعرف رسوله بالجلال، لأنّ خبر المخبر الصادق(ع) ليس ادنى من المشاهدة والعيان. ثمّ إنّ العقل حافظ للبدن، والروح مدير للبدن، فمن حفظه للبدن يعرف حفظ الله للعالم، ومن إدارة الروح وأمره له وإجراء أمره فيه ذهابا وإيابا وقعودا وجلوسا وغير ذلك من أوامره فيه، يعرف إجراء أمره تعالى وسلطانه في ملكه وملكوته وجبروته، فذلك من كمال عنايته ولطفه لعباده.
ثمّ إنّ من جملة ما خلقه الله تعالى العناصر الأربعة، وهي: النار ثم الهواء ثم الماء ثم التراب، وهي كلّها أصل الإنسان، ففيه ناريّة وهوائيّة ومائيّة وترابيّة. ثمّ إنّ النار مقتضاها الحرارة واليبوسة، و الماء مقتضاه الرطوبة والبرودة، والتراب مقتضاه البرودة واليبوسة، والهواء البرودة والرطوبة، والقمر بارد رطب، وزحل بارد يابس، والزهرة حاره رطب،[و] المرّيخ حاره رطب أو حاره يابس.
تمّ في شهر رجب في سنة 1268 على يد مصنفه السيد محمد مهدي ـ عفى الله عنه ـ وصلّى الله على محمد وآله.

1.ديوان الإمام علي(ع)، ص۵۷

الصفحه من 167