أربعون حديثاً - الصفحه 131

مغفرة منه وفضلا)(البقرة2:268) فكن باللّه ـ عزّ وجلّ ـ أوثق منك بغيره, ولا تجعلوا في أنفسكم إلاّ خيرا فإنّكم مغفور لكم). ۱

الحديث السادس والعشرين: حول الدعاء

۰.بالأسانيد المتكثّرة عن مولانا اميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ أنّه قال:(وأعلم أنّ الذي بيده خزائن السماوات والأرض ۲ قد أذن لك في الدعاء وتكفّل لك بالإجابة وأمرك أن تسأله ليعطيك وتسترحمه ليرحمك, ولم يجعل بينك و بينه من يحجبه عنك ۳ ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه, ولم يمنعك إن أسأت من التوبة, ولم يعاجلك بالنقمة, ولم يفضحك حيث الفضيحة, ولم يشدّد عليك في قبول الإنابة, ولم يناقشك بالجريمة, ولم يؤيسك من الرحمة, بل جعل نزوعك عن الذنب حسنة, وحسب سيئتك واحدة وحسب حسنتك عشرا وفتح لك باب المتاب. ۴ فإذا ناديته سمع نداءك وإذا ناجيته علم نجواك, فأفضيت إليه بحاجتك, وأبثثته ذات نفسك, وشكوت إليه همومك, واستكشفته كروبك, واستعنته على أمورك, وسألته من خزائن رحمته ما لايقدر على إعطائه غيره,من زيادة الأعمار وصحّة الأبدان وسعة الأرزاق.
ثمّ جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته, فمتى شئت استفتحت بالدّعاء أبواب نعمه واستمطرت شآبيب رحمته, فلا يقنطك إبطاء إجابته فإنّ العطيّة على قدر النيّة, وربّما أخّرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل وأجزل لعطاء الآمل, وربّما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا او آجلا, أو صرف عنك لما هو خير لك, فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته, فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله

1.قرب الإسناد ۲۲۷; بحارالأنوار,ج۹۳,ص۳۶۷

2.في المصدر: (خزائن ملكوت الدنيا والآخرة).

3.في المصدر: (من يحجبك عنه).

4.في المصدر: (وباب الاستعتاب).

الصفحه من 140