أحد, وأمّا الورعون عن المعاصي فإنّي أفتش الناس ولا أفتشهم). ۱
الحديث الثاني والثلاثون: ذكراللّه
۰.في الصحيح عن عبداللّه بن ميمون, عن الإمام أبي عبداللّه جعفر بن محمّد ـ صلوات اللّه عليهما ـ قال:(ما من شيء إلاّ وله حدّ ينتهي إليه, فرض اللّه ـ عزّ وجلّ ـ الفرائض فمن أدّاهنّ فهو حدّهنّ, وشهر رمضان فمن صامه فهو حدّه, والحجّ فمن حجّ فهو حدّه, إلاّ الذكر فإنّ اللّه ـ عزّ وجلّ ـ لم يرض فيه بالقليل ولم يجعل له حدّا ينتهى إليه, ثمّ تلا (يا أيّها الذين آمنوا اذكروا اللّه ذكرا كثيرا وسبّحوه بكرة وأصيلا) (الأحزاب33:41و42) فقال: لم يجعل اللّه ـ عزّ وجلّ ـ له حدّا ينتهى إليه.
قال: وكان أبي ـ صلوات اللّه عليه ـ كثير الذكر, لقد كنت أمشي معه وإنّه ليذكر اللّه وآكل معه الطعام وإنّه ليذكر اللّه, ولقد ۲ كان يحدّث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر اللّه, وكنت أرى لسانه لازقا ۳ بحنكه يقول: لا إله إلاّ اللّه.
وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس, وكان يأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا, ومن كان لايقرأ منّا أمره بالذكر, والبيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر اللّه عزّ وجلّ فيه تكثر بركته,وتحضر الملائكة, وتهجره الشياطين, ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكواكب الدرّيّ لأهل الأرض. والبيت الذي لايقرأ فيه القرآن ولايذكر اللّه فيه تقلّ بركته, وتهجره الملائكة, وتحضره الشياطين.
وقد قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وآله: ألا أخبركم بخير أعمالكم أرفعها لكم في درجاتكم وأزكاها عند مليككم, وخير لكم من الدينار والدرهم وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتقتلوهم ويقتلوكم؟ فقالوا: بلى؟ قال ۴ : ذكر اللّه ـ عزّ وجلّ ـ كثيرا.
1.مكارم الأخلاق, ص۳۹۴; بحارالأنوار,ج۹۳,ص۳۳۳ و ۳۳۶
2.في المصدر : (ولو).
3.في المصدر: (لاصقا).
4.في المصدر: (فقال).