التعقّبات علي الصاغاني في كتابه « الدرالملنقط » في الموضوعات - الصفحه 132

أنّ كتاب الصغانيّ جيّدٌ في معرفة الحديث الموضوع، وأنّه تامٌّ في هذا المعنى، مشتملٌ على إنصافٍ كثيرٍ.
فلمّا وقفت عليه لم يسعني إلا التعجّب، والمبادرة إلى التعقّب، إذ وجدتُ أنّ أكثر ما ادُّعِيَ وضْعُه من الأحاديث في هذا الكتاب؛ مشهورٌ في كتب السُنّة ودواوين الإسلام، غالبها مخرَّج بإسنادٍ صحيحٍ أو حسنٍ، وله طرقٌ وشواهد، وبعضها يلحق بالضعيف ولا دليل على كونه موضوعاً.
ولمّا كان هذا الجزءُ معمولاً لبيان عدم جواز التعويل على إطلاق كلام الشهيد في هذا الباب؛ اقتصرتُ في عَزْو الأحاديث وتخريجها على طرق الأصحاب رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
واللهَ أسأل أن ينفع بهذه الأوراق، وأن يجعلها ذخراً لعبده المفتاق في يوم التلاق (آمين).
هذا، واعلم أنّا قد تكلّمنا ـ هنا ـ على أكثر تلك الأحاديث التي ادُّعِيَ وضعها، ومالم نتعرّض له منها؛ فإمّا لكونه بيّن الوضع، ظاهر الاختلاق والبطلان، كحديث: «القرآن كلام الله غير مخلوق» وحديث: «سراج أُمّتي أبو حنيفة» وأضرابهما، وإمّا لعدم وقوفنا في هذه العُجالة على مخرجٍ له من طريقنا، فليكن ذلك على ذُكْرٍ منك وبالٍ، وبالله تعالى العصمة وعليه الاتّكال.

الصفحه من 201