التعقّبات علي الصاغاني في كتابه « الدرالملنقط » في الموضوعات - الصفحه 137

وأخرج الصدوق أبو جعفر بن بابويه رحمه الله في (الخصال) ۱ في حديث الأربعمائة، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثني محمّد بن عيسى اليقطينيّ، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشدٍ، عن أبي بصيرٍ ومحمّد بن مسلمٍ، عن أبي عبدالله عليه السّلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام ، عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: السعيد مَن وُعِظَ بغيره فاتَّعَظَ.
واليقطينيّ هو محمّد بن عيسى بن عُبيد، وقد اختلفوا فيه، فوثّقه جماعة وضعّفه آخرون، وردّوا تضعيفه إلى استثناء ابن الوليد إيّاه من رجال (نوادر الحكمة) وليس بشي ءٍ، بل قال أبو العبّاس بن نوحٍ ـ فيما حكاه عنه النجاشيّ بترجمة محمّد بن أحمد ابن يحيى الأشعريّ ۲ ـ : لا أدري ما رابَهُ ـ يعني ابن الوليد ـ به، لأنّه كان على ظاهر العدالة والثقة.
وقال النجاشيّ: ثقة، عين، كثير الرواية، حسن التصانيف، وذَكَر أبو جعفر بن بابويه عن ابن الوليد أنّه قال: ما تفرّد به محمّد بن عيسى من كتب يونس وحديثه لا يُعتمد عليه.
قال النجاشيّ: ورأيت أصحابنا يُنكرون هذا القول، ويقولون: مَنْ مثلُ أبي جعفرٍ محمّد بن عيسى ۳ ؟
قلت: هذا الحديث ليس ممّا تفرّد به اليقطينيّ عن يونس بن عبد الرحمن حتّى يُرَدَّ، بل قد ثبت من طرقٍ أخرى أيضاً، فينبغي أن يُعتمد عليه.
وقد ظهر ممّا حكاه النجاشيّ رحمه الله عن الأصحاب مخالفةُ ابن الوليد لهم، وتعنّته

1.الخصال: ۶۲۱.

2.رجال النجاشيّ: ۳۴۸.

3.رجال النجاشيّ: ۳۳۳.

الصفحه من 201