اكتسب من المؤمنين مالاً من غير معصيةٍ، فأنفقه في غير معصيةٍ وعاد به على أهل المسكنة، طوبى لمن حسّن مع الناس خُلُقه، وبذل لهم معونته، وعدل عنهم شرَّه، طوبى لمن أنفق القصد وبذل الفضل وأمسك قولَه عن الفضول وقبيح القول.
وليس في إسناد هذا الحديث من يُنظر في حاله سوى سهل بن زيادٍ أبي سعيدٍالآدميّ، وقد مرّ آنفاً أنّ الشيخ وثّقه ، وكذا الشيخ حسن بن زين الدين رحمهما الله وثّقه في (التحرير الطاووسيّ) .
وقال المامقانيّ رحمه الله في (تنقيح المقال) 1 : إنّا إن لم نَعُدّ حديث الرجل في الصحاح عددنا حديثه في الحسان المعتمدة دون الضعاف المردودة (اهـ).
على أنّ حديث الترجمة قد أورده الشريف أبو الحسن الرضيّ رضي الله عنه في (نهج البلاغة) 2 باختلافٍ يسيرٍ في اللفظ، وقد عرفتَ شأنه ومكانته عند الشيعة، فلم يَبْقَ في هذا الحديث مَطْعنٌ ولا مَغْمَزٌ ولله الحمد.
وأخرج الكلينيّ 3 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ ابن الحكم، عن الحسن بن حمزة، عن جدّه [عن] أبي حمزة الثماليّ، عن عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه و آله يقول في آخر خطبته: طوبى لمن طاب خُلُقه وطهرت سجيّته وصلحت سريرته وحسنت علانيّته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله وأنصف الناس من نفسه.
وأخرج أيضاً 4 عن عدّةٍ من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالدٍ، عن إسماعيل بن مهران، عن مُنْذِر بن جَيْفَر، عن آدم أبي الحسين اللؤلؤيّ، عن
1.تنقيح المقال: ۲ / ۷۶.
2.نهج البلاغة: ۴۹۰ ـ وانظر: ۲۵۵.
3.الكافي: ۲ / ۱۴۴.
4.الكافي: ۲ / ۲۳۵.