أبي عبدالله عليه السّلام قال: المؤمن من طاب مَكْسبه، وحسنت خليقته، وصحّت سريرته، وأنفق الفضلَ من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وكفى الناس شرَّه، وأنصف الناس من نفسه.
ورواه الصدوق في (الخصال) ۱ عن محمّد بن الحسن بن الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن يحيى، قال: حدّثني أحمد بن محمّدٍ وغيره بإسناده رفعاه إلى أمير المؤمنين عليه السّلام ، وذَكَرَه بلفظه.
وأخرج الشيخ في (الأمالي) ۲ بإسناده المذكور في الحديث الثامن عشر عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه في وصيّته صلّى الله عليه و آله له: يا أبا ذرٍّ، طوبى لمن تواضع لله عزّوجلّ في غير منقصةٍ، وأذلّ نفسه في غير مَسْكَنَةٍ، وأنفق مالاً جَمَعَه في غير معصيةٍ، ورحم أهلَ الذلّ والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن صلحت سريرته وحسنت علانيّته، وعزل عن الناس شرَّه، طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضْلَ من ماله وأمسك الفضلَ من قوله.
وأخرج البرقيّ في (المحاسن) ۳ عن أبي سعيدٍ القمّاط، عن المفضّل بن عمر، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السّلام يقول: لا يكمل إيمان العبد حتّى تكون فيه أربع خصالٍ: يحسن خلقه، وتسخو نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله.
وبالجملة: فهذا الحديث ثابت بلا ريبٍ، لا يجرؤ ذو معرفةٍ بالحديث على التفوّه بضَعْفه فضلاً عن الحكم بوضعه، والله وليّ الهداية والتوفيق.
۲۴.حديث: «زُر غِبّاً تَزْدد حُبّاً».