المثال : أحسن الحديث كتاب اللّه
۷۷.۱. الشيخ الطوسي بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن الرضا عليه السلام ، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه ، عن أبيه عليهم السلام، عن جابر بن عبد اللّه : أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال في خطبته : إنّ أحسن الحديث كتاب اللّه ، وخير الهدي هدي محمّد . ۱
۷۸.۲. ابن ماجة بإسناده عن عبد الوهاب الثقفي ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهماالسلامعن جابر بن عبد اللّه ، قال :كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله إذا خطب ... يقول : أمّا بعد ، فإنّ خير الاُمور كتاب اللّه ، وخير الهدي هدي محمّد ، وشرّ الاُمور محدثاتها ، وكلّ بدعة ضلالة . ۲
مورد الاختلاف وعلاجه :
إنّ الاختلاف بين الحديثين ـ فياللفظ وإن كان واضحا لكنّه ـ في المعنى لطيف دقيق جدّا. فإنّ متن الحديث في أصله أعني قوله : «أحسن الحديث كتاب اللّه » دالّ على كون القرآن حادثا لا قديما . وهذا مخالف لما يعتقده السلفية من أهل الحديث والحنابلة والأشاعرة ، ۳ ويكفّرون المعتقدين بحدوثه ، بل يكفِّرون من قال بِـ «أنّ
1.الأمالي للطوسي : ص۳۳۷ ح۶۸۶ ، بحار الأنوار : ج۲ ص۳۰۱ ح۳۱ .
2.سنن ابن ماجة : ج۱ ص۱۷ ح۴۵ .
3.توضيحه أنّ الأشاعرة قالوا بكون القرآن قديما أزليّا، ثمّ حاولوا تقريب هذا المزعوم فزعموا أنّ حقيقة الكلام هو ما في نفس المتكلّم، وأنّ الكلام الملفوظ هو تعبير وحكاية عن ذلك ، فمن ثَمّ ذهبوا إلى أنّ التكلّم من الصفات الذاتية له تعالى، ووصفوا كلامه سبحانه بالكلام النفسي ، وقالوا: إنّ الكلام النفسي غير العلم ـ المتكوِّن من عدّة تصوّرات وتصديق في الجمل الإخبارية ـ وغير الإرادة والكراهة الحادثة في نفس المتكلّم عند التكلّم بالجمل الإنشائية ، وإن شئت فقل في تقرير مزعومهم : إنّ هناك وراء العلم في الكلام الخبري ووراء الإرادة والكراهة في الكلام الإنشائي ووراء اللفظ المفيد للمعنى في الكلام الملفوظ كلاما في ذهن المتكلّم وقرارة نفسه يسمع بالكلام النفسي ، وهذا الكلام في مثل الإنسان حادث لحدوث ذاته، وفي الباري سبحانه قديم لقدمه ، وترى هذه الاُحجيّة أعمى من خرافة توحيد أصحاب التثليث والقائلين بالأقانيم الثلاثة . راجع في ذلك كتابي العلاّمة السبحاني : الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : ج۱ ص۱۸۹ ـ ۲۲۰ وبحوث في الملل والنحل : ج۲ ص۲۴۰ ـ ۲۶۹ .