الّتي ظاهرها التناقض من حيث إمكان الجمع بينها ؛ إمّا بتقييد مطلقها، أو بتخصيص عامّها، أو حملها على تعدّد الحادثة، أو غير ذلك . ۱
هذا كلّه في تعريف اختلاف الحديث . وأمّا مختلف الحديث فلا يخلو من أحد وجوه ثلاثة :
أ ـ «المُختلَف » بفتح اللام يكون مصدرا ميميّا بمعنى الاختلاف .
ب ـ هو اسم مكان بمعنى مورد الاختلاف من الحديث بصنفه ، فيشمل ما اختلف من الحديثين أو الأحاديث .
ج ـ «المختلِف » بكسر اللام ، اسم فاعل من « الاختلاف »؛ بمعنى الحديث المشتمل على الاختلاف . وهذا أيضا باعتبار صنف الحديث؛ لأنّ الشيء الواحد لايختلف عن نفسه ، فلابدّ من التعدّد في الحديث المختلِف ، كما هو مقتضى هيئة الافتعال أيضا .
نعم قد يكون الحديث الواحد مختلِفا باختلاف صدره وذيله ، فيكون تعدّده بهذا الاعتبار ، وبهذا اللحاظ أدخله ابن قتيبة في كتابه .
ثمّ إن اعتبرنا الحديث المتهافت صدرا وذيلاً من « مختلف الحديث » فهو ، وإلاّ دخل في باب « مشكل الحديث » .
عدم اختصاص المختلف بالمتنافيين في الكمّ
قال شيخنا الاُستاذ جعفر السبحاني ـ دام ظلّه ـ : إنّما يوصف الحديث بالمختلف إذا قيس إلى غيره، فعندئذٍ تتجلّى إحدى النسب الأربعة : فتارة تكون النسبة بينهما التساوي ، واُخرى التباين، وثالثة العموم والخصوص مطلقا ، ورابعة العموم والخصوص من وجه ، والمراد من المختلف هو غير القسم الأوّل. ۲