135
اسباب اختلاف الحديث

السبب الثالث عشر : القلب

تعريف وتبيين

عرّف الحديث المقلوب بأنّه «ما قلب بعض ما في سنده أو متنه إلى بعض آخر ممّا فيه لا إلى الخارج عنهما ، وحاصله ما وقع فيه القلب المكاني» ۱ .
فالمقلوب في السند بأن يقال : محمّد بن أحمد بن عيسى ، والواقع أحمد بن محمّد بن عيسى والمقلوب في المتن نحو :

۱۰۷.ما رواه البيهقي بإسناده عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال :سبعة يظلّهم اللّه تعالى في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه؛ الإمام العدل، ورجل ... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها فلا تعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجل ذكر اللّه خاليا ففاضت عيناه . ۲

ورواه النسائي بإسناده عنه ، وفيه : «حتّى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه» ۳ .
ويكون القلب بقلب الحروف بعضها مع بعض تارة ، وبقلب الكلمات اُخرى ـ كقلب المضاف والمضاف إليه ، أو الموصوف والصفة أو ما بحكمهما ـ أو بقلب الجُمل . وقد وقعت جميع هذه الأنواع في الروايات ، وتعتبر من أسباب الاختلاف.
فالقلب تارة يعرض حروفَ كلمة واحدة، أو كلماتِ جملة واحدة، أو أجزاءَ حديث واحد وجملَه ، وتارة بتعاطي مكان سند ومتن من حديث بسند ومتن حديث آخر.

1.توضيح المقال : ص۲۸۰ ، طرائف المقال : ج۲ ص۲۵۴ الرقم ۳۲ .

2.السنن الكبرى للنسائي : ج۴ ص۳۱۹ ح۷۸۳۶ .

3.سنن النسائي : ج۸ ص۲۲۳ .


اسباب اختلاف الحديث
134

علاج الاختلاف :

قال شيخنا السبحاني ـ بعد نقل الحديث الذي روته العامّة ـ : وقد استدلّ بهذه الرواية ـ يعني الاُولى ـ على ولاية الأب على مال الولد ونفسه ، وإنّما يصحّ الاستدلال لو صدرت الرواية بهذا النحو ، ولكنّ الوارد من طرقنا يشرح مقصود الرسول صلى الله عليه و آله من هذا الكلام . . . » ۱ .
أقول : وإليك ما يشرح ذلك ويبيّن مادّة الاختلاف ويشهد أنّ الاختلاف قد نشأ بسبب حذف القرينة الدالّة على كون المراد استحقاق الأب نفقته من مال ولده مع الحاجة :

۱۰۶.روى الكليني بإسناده عن الحسين بن أبي العلاء، قال :قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : ما يحلّ للرجل من مال ولده؟ قال : قوته بغير سرف إذا اضطرّ إليه . قال : فقلت له : فقول رسول اللّه صلى الله عليه و آله للرجل الّذي أتاه فقدّم أباه فقال له : أنت ومالك لأبيك؟ فقال : إنّما جاء بأبيه إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول اللّه ، هذا أبي وقد ظلمني ميراثي من اُمّي . فأخبره الأب أنّه قد أنفقه عليه وعلى نفسه . فقال : أنت ومالك لأبيك، ولم يكن عند الرجل شيء، أوَ كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يحبس الأب للابن؟! ۲

ولا يخفى أنّ بعض الأعاظم مثّل بمثل هذا الحديث في سببية التقطيع للاختلاف، ۳ لكن لمّا وجدناه أوفق بما نحن فيه مثّلنا به هنا . ۴

1.المحصول في علم الاُصول : ج۴ ص۴۳۰ .

2.الكافي : ج۵ ص۱۳۶ ح۶ ، كتاب من لايحضره الفقيه : ج۳ ص۱۰۹ ح۴۵۶ ، وسائل الشيعة : ج۱۷ ص۲۶۵ ح۲۲۴۸۶ .

3.المحصول في علم الاُصول : ج۴ ص۴۳۰ .

4.وفاقا للشهيد الصدر قدس سرهحيث عدَّ من أسباب الاختلاف «ضياعَ القرائن» فمثّل به ، راجع بحوث في علم الاُصول : ج۷ ص۳۱ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 253937
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي