المثال الرابع : ابن اُمّ مكتوم كان يؤذّن باللّيل
وأكتفي فيه بما ذكره المحقّق الأميني قدس سرهفإنّ فيه الكفاية من حيث النقل والتحليل :
۱۱۶.أخرج البخاري في كتاب الأذان من صحيحه عن سالم بن عبد اللّه ، عن أبيه ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال :إنّ بلالاً يؤذِّن بليل فكلوا واشربوا حتّى يناديَ ابن أمّ مكتوم . ۱
هذا الحديث مما استدركت به عائشة على ابن عمر ، وكانت تقول : غلط ابن عمر ، وصحيحه أنّ ابن اُمّ مكتوم ينادي بليل فكلوا واشربوا حتّى يؤذّن بلال .
وبهذا جزم الوليد، وكذا أخرجه ابن خزيمة، وابن المنذر، وابن حبّان من طرق عن شعبة ، وكذلك أخرجه الطحاوي، والطبرانيمن طريق منصور بن زاذان عن خبيب بن عبد الرحمن. وفي لفظ البيهقي : قالت عائشة: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إنّ ابن مكتوم رجل أعمى فإذا أذن فكلوا واشربوا حتّى يؤذّن بلال» ، قالت : وكان بلال يبصر الفجر ، وكانت عائشة تقول غلط ابن عمر . ۲
قال ابن حجر : ادّعى ابن عبد البرّوجماعة من الأئمّة بأنّه مقلوب، وأنّ الصواب حديث الباب ـ يعني لفظ البخاري ـ وقد كنت أميل إلى ذلك إلى أن رأيت الحديث في صحيح ابن خزيمة من طريقين آخرين عن عائشة ، وفي بعض ألفاظه ما يبعّد وقوع الوهم فيه ، وهو قوله : «إذا أذّن عمرو فإنّه ضرير البصر فلا يغرنّكم ، وإذا أذّن بلال فلا يطعمنّ أحد» . وأخرجه أحمد، وجاء عن عائشة أيضا إنّها كانت تنكر حديث ابن عمر وتقول: إنّه غلط . أخرج ذلك البيهقي من طريق الدراوردي، عن هشام، عن أبيه، عنها، فذكر الحديث وزاد: قالت عائشة: وكان بلال يبصر الفجر. قال: وكانت عائشة تقول: غلط ابن عمر » ۳ .