وسيوافيك تحقيق وتطبيق لِـ «التحريف» ، وبيان تقسيم التصحيف إلى لفظي ومعنوي، وأنَّه قد يسمّى بالتحريف، وأنّ للتحريف اصطلاحا آخر . وإليك أمثلة البحث :
المثال الأوّل : عدم استقلال البالغة الباكرة مع وجود أبيها
۱۱۷.۱ . روى الشيخ الطوسي قدس سرهبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن عبد اللّه بن الصلت ، قال :سألت أبا الحسن عليه السلام عن الجارية الصغيرة يزوِّجها أبوها ، ألها أمر إذا بلغت ؟ قال : لا . وسألته عن البكر إذا بلغت مبلغ النساء ، ألها مع أبيها أمر ؟ فقال : ليس لها مع أبيها أمر ما لم تثيّب. ۱
۱۱۸.۲ . وفي الكافي مسنداً إلى الحسين بن سعيد، عن عبد اللّه بن الصلت قال :سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الجارية الصغيرة يزوّجها أبوها ، ألها أمر إذا بلغت ؟ قال : «لا ، ليس لها مع أبيها أمر . قال : وسألته عن البكر إذا بلغت مبلغ النساء ، ألها مع أبيها أمر ؟ قال : لا، ليس لها مع أبيها أمر ما لم تكبر». ۲
مورد الاختلاف:
الحديث الأوّل يدلّ على أنّ المرأة البالغة لايجوز لها الاستبداد بأمر نكاحها بل لابدّ من إذن أبيها أو كونها ثيِّبا ، مع أنّ الثاني يدلّ على أنّ البالغة لاتملك أمرها بعد البلوغ أيضا ما لم تكبر ، سواء أكانت بكرا أو ثيِّبا ، وأمّا بعد الكبر فأمرها إليها سواء كانت بكرا أم لا .
ولا يخفى أنّ الكبر في الحديث الثاني لابدّ من كونها بغير معناه الشرعي المتعارف في عرف المتشرّعة .
علاج الاختلاف :
بالتنبّه إلى وقوع التصحيف في إحدى الروايتين ، فإنّه بعد التعرّف على اتّحاد الروايتين ـ بقرينة اتحاد الراوي والمعصوم والمتن ـ لابدّ من القول بتصحيف إحداهما ، واعتضاد