143
اسباب اختلاف الحديث

وسيوافيك تحقيق وتطبيق لِـ «التحريف» ، وبيان تقسيم التصحيف إلى لفظي ومعنوي، وأنَّه قد يسمّى بالتحريف، وأنّ للتحريف اصطلاحا آخر . وإليك أمثلة البحث :

المثال الأوّل : عدم استقلال البالغة الباكرة مع وجود أبيها

۱۱۷.۱ . روى الشيخ الطوسي قدس سرهبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن عبد اللّه بن الصلت ، قال :سألت أبا الحسن عليه السلام عن الجارية الصغيرة يزوِّجها أبوها ، ألها أمر إذا بلغت ؟ قال : لا . وسألته عن البكر إذا بلغت مبلغ النساء ، ألها مع أبيها أمر ؟ فقال : ليس لها مع أبيها أمر ما لم تثيّب. ۱

۱۱۸.۲ . وفي الكافي مسنداً إلى الحسين بن سعيد، عن عبد اللّه بن الصلت قال :سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الجارية الصغيرة يزوّجها أبوها ، ألها أمر إذا بلغت ؟ قال : «لا ، ليس لها مع أبيها أمر . قال : وسألته عن البكر إذا بلغت مبلغ النساء ، ألها مع أبيها أمر ؟ قال : لا، ليس لها مع أبيها أمر ما لم تكبر». ۲

مورد الاختلاف:

الحديث الأوّل يدلّ على أنّ المرأة البالغة لايجوز لها الاستبداد بأمر نكاحها بل لابدّ من إذن أبيها أو كونها ثيِّبا ، مع أنّ الثاني يدلّ على أنّ البالغة لاتملك أمرها بعد البلوغ أيضا ما لم تكبر ، سواء أكانت بكرا أو ثيِّبا ، وأمّا بعد الكبر فأمرها إليها سواء كانت بكرا أم لا .
ولا يخفى أنّ الكبر في الحديث الثاني لابدّ من كونها بغير معناه الشرعي المتعارف في عرف المتشرّعة .

علاج الاختلاف :

بالتنبّه إلى وقوع التصحيف في إحدى الروايتين ، فإنّه بعد التعرّف على اتّحاد الروايتين ـ بقرينة اتحاد الراوي والمعصوم والمتن ـ لابدّ من القول بتصحيف إحداهما ، واعتضاد

1.تهذيب الأحكام : ج۷ ص۳۸۱ ح۱۵۴۰.

2.الكافي : ج۵ ص۳۹۴ ح۶ .


اسباب اختلاف الحديث
142

السبب الرابع عشر : التصحيف في المتن

التصحيف في اللغة : «هو الخطأ في الصحيفة». ۱
وفي الاصطلاح : «تحويل الكلمة عن الهيئة المتعارفة إلى غيرها» ۲ ممّا يشابهها أو يقرب منها . وإن شئت فقل : «هو ما غيِّر بعض سنده أو متنه بما يشابهه أو يقرب منه» .
فمن تصحيف المتن : تصحيف «ستّا» ، اسم عدد بكلمة «شيئا» ، في حديث «من صام رمضان وأتبعه شيئا من شوال»، وكذا تصحيف «خزف» بـ«خرق» ، وتصحيف «احتجر» بمعنى اتخذ حجرة من حصير أو نحوه يصلي عليها ، في حديث «أن النبيّ تجر بالمسجد» ، بـ«احتجم» ، ونحو ذلك من التصحيفات. ۳
قال الميرداماد قدس سره في منشأ التصحيف أنّه : «إمّا من تصحيف البصر، أو من تصحيف السمع في موادّ الألفاظ وجواهر الحروف، أو في صورها الوزنية، وكيفياتها الإعرابية، وحركاتها اللازمة، وكلّ منهما إمّا في الإسناد أو في المتن ... » ۴ .
أقول : أمّا التصحيف الناشئ من البصر ، فيحصل فيما إذا تشابهت صور الحروف بحيث تشتبه على البصر ، كما في تصحيف «بريد» بِـ «يريد» أو «حريز» بِـ «جرير» .
وأمّا الناشئ من السمع فيحصل فيما إذا كانت الكلمتان متشابهتين في السماع كما في تصحيف «جنّة» بِـ «جدّة» .

1.لسان العرب : ج۷ ص۲۹۱ (صحف ) .

2.فتح المغيث للسخاوي : ج۳ ص۶۴ .

3.راجع دراسات في علم الدراية: ص۴۲ .

4.الرواشح : ص۱۳۳ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 230338
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي