د ـ أنّ الصدوق منفرد بالرواية الثانية ، فإنّ عبارات كلّ من كتاب المسائل وقرب الإسناد والتهذيب موافقة للرواية الاُولى .

۱۲۵.أمّا لفظ التهذيب فقد عرفته ، وأمّا كتاب المسائل فإليك نصَّه :سألته عمّن يرى هلال شهر رمضان وحده لايبصره غيره ، أله أن يصوم ؟ قال : إذا لم يشكّ فيه فليصم وحده ، وإلاّ فليصم مع الناس إذا صاموا . ^۱

وأمّا قرب الإسناد ففيه : «فليصم» و «فليصم مع الناس» . وأنت بالتأمّل في ذلك تعرف أنّ الفرق بين مفاد «من شهر» و «في شهر» غير فارق .

المثال الثالث : من رأى هلال شهر رمضان وحده

۱۲۳.۱ . الشيخ الطوسي بإسناده عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال :سألته عن الرجل يرى الهلال من شهر رمضان وحده لا يبصره غيره، له أن يصوم؟ قال : إذا لم يشكّ فيه فليصم وإلاّ فليصم، مع الناس . ^۱

۱۲۴.۲ . الصدوق بإسناده عن عليّ بن جعفر، أنّه سأل أخاه موسى بن جعفر عليهماالسلامعن الرجل يرى الهلال في شهر رمضان وحده لا يبصره غيره، أله أن يصوم ؟ قال :إذا لم يشك فليفطر، وإلاّ فليصمه مع الناس . ^۲

مورد الاختلاف :

يدلّ الحديث الأوّل على وجوب الصوم على من يرى الهلال من شهر رمضان وحده لا يبصره غيره . و يدلّ الحديث الثاني على عدم وجوب ذلك ، مع اتّحاد الروايتين في الأصل .

علاج الاختلاف :

بحمل الرواية الثانية على تصحيف كلمة «فليصم» إلى «فليفطر» . ومن الشواهد على هذا التصحيف :
أ ـ أنَّ هذا الحديث لم يأت في كلّ من كتاب المسائل وقرب الإسناد ـ اللذين رويا مسائل عليّ بن جعفر ـ إلاّ في موضع واحد، فهما ليستا روايتين .
ب ـ هذان الكتابان رويا هذا الحديث بما يوافق الرواية الاُولى .
ج ـ المراد من كلّ من عبارتي «الهلال من شهر رمضان» و «الهلال في شهر رمضان» هو هلال شهر رمضان في مطلعه دون هلال شوّال المحقّق لعيد الفطر ، وذلك لأنّ التعبير عن هلال شوّال بكلّ من هاتين العبارتين مجاز لايحمل اللفظ عليه إلاّ مع القرينة الصارفة .