149
اسباب اختلاف الحديث

في قولهم : «جُبّة البُرد جُنّة البَرد» ، إذا قرئت «البرد» في كلا الموضعين بضبط واحد؛ إمّا بضمّ الباء أو بكسرها .
والمعنوي منه ما مثّل به العلاّمة المامقاني ـ بقوله ـ :

۱۲۶.حكي عن أبي موسى محمّد بن المثنى العنزي الملقّب بالزمن ، أنّه قال :نحن قوم لنا شرف ، نحن من عنزة، صلّى إلينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، يريد بذلك ما روي من أنّه صلى الله عليه و آله صلّى إلى عَنَزة ـ وهي الحربة تنصب بين يديه سترة ـ فتوهّم أنّه صلى الله عليه و آله صلّى إلى قبيلتهم بني عَنَزة، أو إلى قريتهم المسمّاة بعَنَزة الموجودة الآن . . . .
وأعجب منه ما حكاه الحاكم ـ من علماء العامّة ـ عن أعرابي أنّه زعم أنه صلى الله عليه و آله صلّى إلى شاة، صَحّفها عَنْزة ، ثمّ رواه بالمعنى على وهمه، فأخطأ من وجهين» ۱ .

المثال الأوّل : كيفية وضع طرفي عمامة الميّت

۱۲۷.۱ . الكليني بإسناده عن عبد اللّه بن سنان، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام :كيف أصنع بالكفن ـ إلى أن قال : ـ ثمّ الكفن قميص غير مزرور ولا مكفوف ، وعمامة يعصب بها رأسه ، ويردّ فضلها على رجليه . ۲

۱۲۸.۲ . الشيخ الطوسي بإسناده عن عمّار بن موسى، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه سُئل عن الميّت ـ فذكر حديثا يقول فيه ـ :ثمّ تكفّنه ـ إلى أن قال : ـ ثمّ عمّمه، وألقِ على وجهه ذريرة ، وليكن طرفا العمامة متدلّيا على جانبه الأيسر قدر شبر يرمى بها على وجهه (ويطرح فضل العمامة ) ۳ على وجهه . . . الحديث . ۴

۱۲۹.۳ . الكليني بإسناده عن يونس، عنهم عليهم السلامفي حديث طويل : ثمّ يعمَّم يؤخذ وسط

1.مقباس الهداية : ج۱ ص۲۴۱ .

2.الكافي : ج۳ ص۱۴۵ ح۹ ، وسائل الشيعة : ج۳ ص۸ ح۲۸۷۴ .

3.مابين القوسين غير موجود في النسخة الموجودة بأيدينا .

4.وسائل الشيعة : ج۳ ص۳۲ ح۲۹۵۵ .


اسباب اختلاف الحديث
148

السبب الخامس عشر : التحريف في المتن

قد عرفت معنى التصحيف، وأشرنا إلى كونه أعمَّ من التحريف عند قدماء أهل الاصطلاح ، لكن حاول جماعة من المتأخّرين للتفرقة بين التصحيف والتحريف ، فخصّ المصحَّف بما يغيّر فيه حرف أو حروف بتغيير النقط مع بقاء صورة الخطّ. وأمّا ما كان التغيير في حرف أو حروف أوجب التغيير في شكل الحرف أيضاً ، سمّي محرَّفاً . ۱
قال المامقاني : «التصحيف في المقام أعمّ من التحريف ، وفرّق بعضهم بينهما فخصّ اسم المصحَّف بما غيِّر فيه النقَط ، وما غيِّر فيه الشكل مع بقاء الحروف سمّاه بالمحرّف ، وهو أوفق» ۲ .
أقول : التفريق بين المصطلحين وإن كان أنسب ، لابتعاد التحريف المعنوي عن معنى التصحيف لغة، بل وعن تعريفه الاصطلاحي ، لكن حكاه أكثر المتأخِّرين من دون ردّ ولا قبول .
وكيف كان فالتفاوت الجليّ بين التصحيف والتحريف ـ لاسيّما المعنوي منه من حيث اللغة والمناشئ ـ دفعنا إلى اعتبار التحريف كسبب خاصّ من أسباب الاختلاف ، ولا تشاحّ في الاصطلاح .
وعليه فقد يقسّم التحريف إلى محسوس لفظي، ومعقول معنوي. ۳ فمن اللفظي ما يجري

1.راجع الرعاية : ص۱۰۹ و ص۳۲۳ ، الرواشح : ص۱۳۲ ـ ۱۵۷ ، اُصول الحديث وأحكامه : ص۷۸ ، علوم الحديث ومصطلحه : ص۲۷۲ .

2.مقباس الهداية : ج۱ ص۲۴۳ .

3.راجع اُصول الحديث وأحكامه : ص۷۸ ، الرواشح : ص۱۳۳ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 230440
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي