المثال الثاني : اختلاف اُمّتي رحمة
ومن المثال للتحريف المعنوي :
۱۳۰.۱ . عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اختلاف اُمّتي رحمة . ۱
فقد رووا هذا الحديث وعنوا به الاختلاف بمعنى الفُرقة.
۱۳۱.۲ . عنه صلى الله عليه و آله وسلم :لا تختلفوا؛ فإنّ من كان قَبلكم اختلفوا فهلكوا . ۲
۰.وروى عنه صلى الله عليه و آله أيضاً : الجماعة رحمة، والفُرقة عذاب . ۳
مورد الاختلاف :
وحاصل مفاد الحديثين بعد البناء على كون الاختلاف في الحديث الأول بمعنى «الفُرقة» أوضح من أن يحتاج إلى بيان ، وهذا هو الّذي حمل الناس لا سيّما شيعة آل الرسول عليهم السلام على الاستيحاش والتساؤل عنه ، كما سيأتي خلال العلاج .
علاج الاختلاف:
تنحلّ عقدة الاختلاف بين أحاديث الطائفتين بمراجعة ما ورد عن العترة الطاهرة عليهم السلام ؛
۱۳۲.فقد روى الصدوق قدس سره بإسناده عن عبد المؤمن الأنصاري، قال :قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : إنّ قوماً رووا أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : إنّ اختلاف اُمّتي رحمة؟ فقال : صدقوا . قلت : إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب؟ قال : ليس حيث ذهبت وذهبوا ، إنّما أراد قول اللّه عز و جل : « فَلَوْلاَ نَفَرَ.... لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ »۴ فأمرهم أن ينفروا إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ويختلفوا إليه، فيتعلّموا، ثمّ يرجعوا إلى قومهم فيعلّموهم ، إنّما أراد اختلافهم من البلدان، لا