مورد الاختلاف :
يدلّ الحديث الأوّل على قلّة حلم النبيّ صلى الله عليه و آله ، وأنّ عليّا عليه السلام ـ تلميذَه في جميع المكارم والكمالات ـ قد علّمه من الحلم ما قد قرأته من الحديث المجعول !! وإنّي لأستغفر اللّه تعالى من ذكر ذلك .
والحديث الثاني يدلّ ـ بطريق الأولويّة ـ على كونه صلى الله عليه و آله كامل الحلم، لا نقصَ في حلمه ، لأنّه إذا كان الأئمّة من عترته عليهم السلام قد بلغوا الذروة في الخلق العظيم، وفي جميع معالي الاُمور ومكارم الخصال وكرائم الشيم ، فكيف به صلى الله عليه و آله الّذي بيمنه وبفضل وجوده وكرامته على اللّه تعالى أعطاهم اللّه ما لم يعط أحدا من العالمين ؟
مضافا إلى منافاة الحديث الأوّل لما دلّ على خُلُقِه العظيم ، أو على حلمه .
۱۳۵.روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله :بعثت للحلم مركزا، وللعلم معدنا، وللصبر مسكنا . ۱
علاج الاختلاف :
بحمل الحديث الأوّل على كونه مجعولاً، مخالفا للكتاب والسنّة والعقل ، ووضوح أمره يغنينا عن التوضيح .
المثال الثاني : اُسطورة مفتعلة في شأن عثمان تمسّ بكرامة النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم
۱۳۶.۱ . روى الكليني قدس سره في الكافي بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام :كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقسّم لحظاته بين أصحابه؛ فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية ، قال : ولم يبسط رسول اللّه رجليه بين أصحابه قطّ، وإن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول اللّه صلى الله عليه و آله يده حتّى يكون هو التارك. ۲
۱۳۷.۲ . روى مسلم في صحيحه عن عائشة :كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن