وكما تلاحظ فإنّ هذا الحديث يُسند إليه صلى الله عليه و آله ما نأنف منه ولا نرضى بنسبته إلينا؛ حيث يحكي أنّه صلى الله عليه و آله كان على تلك الحال المستقبحة ـ والعياذ باللّه ـ مضطجعاً إلى جانب زوجته، يتحدّث مع أبيها أبي بكروعمر ، وهو رجل أجنبي ، ثم يحتشم بمجيء عثمان فيجلس و ...
علاج الاختلاف :
من له أدنى إلمام بالحديث وسيرة النبي صلى الله عليه و آله يعرف من سيرته ومكارم أخلاقه ما يعطيه اليقين بأنّ هذا الحديث مجعول مختلق، ومن أقبح مصاديق الوضع ؛ فينسب إلى أكرم المرسلين صلى الله عليه و آله ـ الّذي مدحه اللّه تعالى في كتابه الكريم بقوله : « وَ إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ »۱ ـ فعلة لو نسبت إلى أحدنّا ـ بل إلى جاعل الحديث ـ لاستحيى منها، بل قد يغتاظ على من نسبها إليه.
ولكنّ الّذي يمكن أن يكون دافعاً لهذا الكذّاب المفتري في هذه النسبة إمّا العصبية في المذهب، أو الحبّ المبالغ لعثمان، مع ضعف المسكة، فيضع من كرامة النبي صلى الله عليه و آله كي يختلق اُحدوثة توجب لعثمان جلالة مفتعلة يعيشون بعقيدتها. أو أن يكون الدافع الذي جرّه لذلك هو صُرَر بني اُمية بدنانيرها ودراهمها والحصول على حطام الدنيا بحطم الدين، واستحقاق النار الحاطمة، أعاذنا اللّه منها بحرمة أكرم رسله وأنزه خليقته محمّد صلى الله عليه و آله وأهل بيته.
طرق معرفة الموضوع من غيره
لنقّاد الحديث وذوي الخبرة به طرق لمعرفة الحديث الموضوع المختلق من غيره، فيعالج بها اختلاف الحديث في مثل المورد. منها :
أ ـ اقرار الواضع بوضعه الحديث.
ب ـ ركاكة لفظ الحديث أو معناه ووجود اللحن فيه، فإنّ النبيّ الكريم صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام