«قوم فصحاء» ۱ بل «أفصح الناس» ۲ و «اُمراء الكلام وفيهم تنشبت عروقه وعليهم تهدّلت غصونه» ۳ .
ج ـ مخالفة حكم العقل القطعي، أو الحسّ والعيان، أو القرآن، أو السنّة القطعية، بحيث لا يقبل الجمع والتأويل.
ثم إنّ الواضع قد يفتري بحديثه المختلق على المعصوم عليه السلام شفاها، وقد يكتبه في شيء من كتبه، وقد يدسّه في كتب غيره من المحدّثين ، على غفلة منهم . كما أنّه قد يختلق متن الحديث من عند نفسه ، سواء كان أصله من أصحاب العصمة عليهم السلام فيعمد إلى تحريفه عن وجهه، أو كلاما تافها، أو حكمة رصينة لم يقلها المعصوم، أو بدعة ابتدعها غيره، فينسبها هو إلى المعصومين عليهم السلام .
واُنهي هذا القسم بالتبرّك بكلام أمير المؤمنين عليه السلام في هذا السبب من أسباب اختلاف الحديث ليكون ختامه مسكاً :
۱۳۸.قال الإمام عليه السلام ـ حين سئل عن أحاديث البدع وما في أيدي الناس من اختلاف الخبر ـ :.. إنّما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس : رجل منافق مظهر للإيمان، متصنّع بالإسلام، لا يتأثّم ولا يتحرّج، يكذب على رسول اللّه صلى الله عليه و آله متعمّداً ، فلو علم الناس أنّه منافق كاذب لم يقبلوا منه ، ولم يصدّقوا قوله ، ولكنّهم قالوا : صاحب رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، رآه وسمع منه ، ولقف عنه ، فيأخذون بقوله ، وقد أخبرك اللّه عن المنافقين بما أخبرك، ووصفهم بما وصفهم به لك، ثمّ بقوا بعده ، فتقرّبوا إلى أئمّة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والبهتان ، فولّوهم الأعمال ، وجعلوهم حكّاماً على رقاب الناس ، فأكلوا بهم الدنيا ، وإنّما الناس مع الملوك والدنيا إلاّ من عصم اللّه ، فهذا أحد الأربعة. ۴
والحمد للّه ربّ العالمين وصلّى اللّه على محمّد وآله الطاهرين وسلّم تسليما .