« أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسَا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا » قال : هو واد في جهنّم لو قتل النّاس جميعا كان فيه ، ولو قتل نفسا واحدة كان فيه . ۱
۱۸۳.۳ . الصدوق بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :كان عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليهما يقول : ويل لمن غلبت آحاده أعشاره ، فقلت له : وكيف هذا؟ فقال : أما سمعت اللّه عز و جليقول : « مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا »۲ فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا والسيّئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة ، فنعوذ باللّه ممَّن يرتكب في يوم واحد عشر سيّئات ولا تكون له حسنة واحدة ، فتغلب حسناته سيّئاته » ۳ .
مورد الاختلاف:
الحديثان الأوّلان يدلاّن على أن من قتل نفسا بغير حق فكأنّما قتل جميع الناس فلأجل ذلك يدخل في جهنّم الّتي يعذّب فيها من يقتل خلقا كثيرا، بل يُدخل مُدخلاً لو كان قتل جميع الناس لاُدخِل ذلك المدخل . والحديث الثالث يدلّ على ـ مقتضى عدل اللّه تبارك وتعالى و ـ أنّه سبحانه لا يجزي على السيئة إلاّ بمثلها . وحيث إنّ الحديثين الأوّلين والآية من سورة المائدة ليست في مقام بيان تخفيف العذاب عمّن يقتل جمعا عظيما من الناس، بل بصدد بيان شدّة عذاب من قتل نفسا واحدة، فالحديثان الأوّلان والآية تنافي ـ في ظاهرها ـ الحديث الثالث، بل تنافي ما دلّ على عدل اللّه سبحانه في جزائه كما قال عزّ من قائل : « فَالْيَوْمَ لاَ تُظْـلَمُ نَفْسٌ شَيْـئا وَ لاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ »۴ .