مورد الاختلاف :
الطائفة الاُولى من الأحاديث تنهى عن تعليم النساء الكتابة، وعن تعليمهنّ سورة يوسف، وعن إقرائهنّ لها، وكذا عن قراءتهنّ بأنفسهنّ لها . مع دلالة الطائفة الثانية على أمر النبيّ صلى الله عليه و آله بتعليم كتابة رقية النمل، بل ومطلق الكتابة لزوجه حفصة . كما تدلّ الطائفة الثالثة على تقرير النبيّ صلى الله عليه و آله لقراءة عائشة شيئا من سورة يوسف ، بل هي دالّة بالالتزام على أنّ تعلّمها للسورة المذكورة كان بممارستها لقراءتها كثيرا بحيث تمكّنت من الاقتباس منها، من غير إنكار منه صلى الله عليه و آله عليها .
فالطائفتان الأخيرتان تنافيان الطائفة الاُولى ، بل وتنافيها سائر الأحاديث ۱ الدالّة بإطلاقها أو عمومها على استحباب تلاوة سورة يوسف .
علاج الاختلاف :
بحمل النهي في الطائفة الاُولى على الإرشاد ، أمّا النهي عن تعليم الكتابة فمحمول على الإرشاد إلى حكم العقل بعدم تحصين من لا يؤمن على الاستعانة بما يقدر عليه فيما يضرّ بحاله ، مع عدم كون الكتابة في ذلك الزمان ممّا يتوقّف عليها تعلّم العلوم والمعارف ؛ لعدم ازدهار العلوم ، وعليه فالتي كانت الكتابة أنفع بحالها فالراجح المتعيّن هو تعلّمها لها ، كما هو كذلك في زماننا هذا .
ويحتمل أن يحمل النهي عن الكتابة على الترغيب إلى سائر ما كان أنفع بحالهنّ وأحوال اُسَرهنّ ، لا النهي عن نفس الكتابة حقيقة ، وإن كان الأوّل أولى .
وأمّا النهي عن قراءة سورة يوسف فمحمول على الإرشاد إلى أقلّية ثوابها لهنّ بالنسبة إلى السور الاُخرى ، كما أنّ الأمر بتلاوة سورة النور إرشاد إلى كونها أكثر ثوابا بالنسبة إلى غيرها من السور ، وإن شئت فقل: هو للإرشاد إلى أقلّية فوائدها وتأثيراتها