217
اسباب اختلاف الحديث

قالوا . . . ـ قال النبي صلى الله عليه و آله : «ان كنتِ بريئة فسيبرئكِ اللّه ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري اللّه وتوبي إليه قلت : إنّي واللّه لا أجد مثلا إلاّ أبا يوسف : « فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ » وأنزل اللّه « إِنَّ الَّذِينَ جَآءُو بِالاْءِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ » الآيات العشر . ۱

۲۰۷.البخاري بإسناده عن مسروق بن الأجدع، قال حدّثتني اُم رومان ـ وهي اُم عائشة ـ قالت:بينا أنا وعائشة أخذتها الحمّى فقال النبي صلى الله عليه و آله : لعلّ في حديث تُحدّث ؟ قالت : نعم، وقعدت عائشة، قالت: مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه « بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ » . ۲

حيث إنّ تمثّل عائشة بالبداهة شيئا من سورة يوسف يحكي عن تعلّمها وممارستها لتلاوة هذه السورة ، مع كونها في بيت النبيّ صلى الله عليه و آله من أوان تعلّمها لهذه المعارف ، وأنّه صلى الله عليه و آله لاينكر ذلك عليها .
نعم في متن الرواية ما ترى، ولا يهمّنا ذلك بعد توفّر القرائن على الحمل المذكور، ولا يسع المجال لتفصيل أكثر .

المثال الثاني : جريان قاعدة التجاوز في الطهارات

۲۰۸.۱ . الشيخ الطوسي بإسناده الصحيح عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :كلّ ما شككت فيه ممّا قد مضى فأمضه كما هو . ۳

۲۰۹.۲ . موثّقة إسماعيل بن جابر، قال :قال أبو عبداللّه عليه السلام : إن شكّ في الركوع بعد ما سجد فليمض ، وإن شكّ في السجود بعدما قام ، فليمضِ ؛ كلّ شيء شكّ فيه ممّا قد جاوزه ودخل في غيره فليمضِ عليه . ۴

1.صحيح البخاري: ج۴ ص۱۷۲۹ ح۴۴۱۳ .

2.صحيح البخاري: ج۴ ص۱۷۳۰ ح۴۴۱۴ .

3.تهذيب الأحكام : ج۲ ص۳۴۴ ح۱۴۲۶ ، وسائل الشيعة : ج۸ ص۲۳۸ أبواب الخلل في الصلاة / ب ۲۳ ح ۳ .

4.تهذيب الأحكام : ج۲ ص۱۵۳ ح۶۰۲ ، الاستبصار : ج۱ ص۳۵۹ ح۱۳۵۹ ، وسائل الشيعة : ج۶ ص۳۱۷ أبواب الركوع / ب ۱۳ ح ۴ .


اسباب اختلاف الحديث
216

التربوية لهنّ بالنسبة إلى السور الاُخرى .
إذا فالكراهة في قوله عليه السلام : «يكره لهنّ تعلّم سورة يوسف» ۱ هي الكراهة العبادية، المقصود منها أقلّية الفضل والثواب، دون الكراهة الشرعية الّتي هي حكم مولوي .
وما ذكره بعض العلماء من كراهة قراءة النساء سورة يوسف وتعليمهن الكتابة يمكن حمله على ما ذكرناه . منهم الشيخ المفيدحيث قال : «ويكره للنساء الحرائر الشباب . . . تعلّم الكتابة . . . ولا ينبغي لهنّ أن يتعلّمن من القرآن سورة يوسف خاصّة دون غيرها ، ويتعلّمن سورة النور». ۲
وابن سعيد الحلّي بقوله : «وينبغي أن يتخيّر الانسان موضع الولد ، ويحسن اسمه ، وأدبه ، ويعلمه الخط والسباحة ، ويؤمر بالصلاة لسبع، ويفرق بين الصبيان في المضاجع لعشر ، ويعلم القرآن ، والصبية سورة النور لا سورة يوسف ، ولا الخطّ». ۳
وقال كاشف الغطاء : «عن الصادق عليه السلام : لاتنزلوا النساء الغرف، ولا تعلّموهنّ الكتابة، ولا سورة يوسف، وعلّموهنّ المغزل، وسورة النور». ۴
كما يمكن حمل نهي النساء عن تلاوة سورة يوسف على الإرشاد إلى اقتضائها لبعض المضارّ التربويّة لبعض النساء دون الكلّ ، فيكون النهي عنها مختصّا بهنّ .
الاُمور الشاهدة على ذلك ، هي :
منها : تعليل النهي عن قراءتهن سورة يوسف بعلّة غير غالبيّة؛ أعني قوله عليه السلام : «فإنّ فيها الفتن»، وتعليل أمرهنّ بسورة النور بقوله عليه السلام : «فإنّ فيها المواعظ» .

۲۰۶.ومنها :ما رواه البخاري بإسناده عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقّاص وعبيداللّه بن عبد اللّه ـ من حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه و آله حين قال لها أهل الإفك ما

1.الخصال: ص ۵۸۶ ح ۱۲.

2.أحكام النساء: ص۵۶ .

3.الجامع للشرايع: ص۴۶۲ .

4.كشف الغطاء: ج۲ ص۲۹۹ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 233404
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي