239
اسباب اختلاف الحديث

قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ جبرئيل عليه السلام أخبرني بأمر قرّت به عيني، وفرح به قلبي ؛ قال : يا محمّد ! من غزا غزوة في سبيل اللّه من اُمّتك ، فما أصابه قطرة من السماء أو صداع إلاّ كانت له شهادة يوم القيامة . 1

فتحصّل من مجموع ما ذكرناه عدم التنافي بين أحاديث الطائفتين واقعا .

المثال الثاني : قياس أجر إصلاح البين من أجر الشهيد

۲۲۶.۱ . روى الصدوق بإسناده عن أبي هريرة وعبد اللّه بن عبّاس، قال:خطبنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من مشى في إصلاح بين امرأة وزوجها أعطاه اللّه أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل اللّه حقّاً ، وكان له بكلّ خطوة يخطوها و . . . الخبر . ۲

۲۲۷.۲ . عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما من نفس تموت لها عند اللّه خير، يسرّها أنّها ترجع إلى الدنيا ، ولا أنّ لها الدنيا وما فيها إلاّ الشهيد ، فإنّه يتمنّى أن يرجع فيقتل في الدنيا لما يرى من فضل الشهادة . ۳

مورد الاختلاف :

يعلم وجه الاختلاف بينهما ممّا ذكرناه في المثال المتقدّم .

علاج الاختلاف :

يظهر طريق العلاج ممّا تقدّم في المثال السابق وما حقّقناه في طليعة هذا البحث ، من حملهما على الثواب الإجمالي والتفصيلي ؛ أعني الأجرَ المستحقّ، أو بعض مراتب الأجر المضاعَف .

1.الكافي : ج۵ ص۸ ح۸ ، تهذيب الأحكام : ج۶ ص۱۲۱ ح۲۰۶ .

2.ثواب الأعمال : ص۳۴۱ ح۱ .

3.صحيح مسلم : ج۳ ص۱۴۹۸ ح۱۰۸ .


اسباب اختلاف الحديث
238

ثوابه المضاعَفِ له ، دون الأجر التفصيلي؛ أي جميع ما له بتفاصيله . والقرينة على ذلك اُمور :
منها : أنّ دلالة الاقتضاء والتنبيه ـ بعد عدم مسموعية المناقشة في مستند أمثال هذه الأحاديث؛ لتواترها الإجمالي ـ توجب رفع اليد عن ظهورها الأوّلي ، وحملها على بعض ما تقتضيه صناعة الجمع والتوفيق .
ومنها : أنّ قياس ثواب هذه الأعمال بثواب الشهيد مشعر بأفضلية الشهيد وعمله . فإنّ هذه الروايات ـ مع كونها في مقام الترغيب والحضّ على الإتيان بهذه الأعمال ، وبيانِ عِظَم أجرها ـ تقيس اُجورها بأجر الشهيد، ولا يقاس أجر الشهيد بغيره . ۱
ومنها: أنّ للشهيد ـ مضافاً إلى ما بيّنّاه من الثواب المستحَقّ والمضاعَف ـ لأجرا من مزيد نوال اللّه ، لا نعلم منتهاه ، بل يكتب له « عَمَلٌ صَــلِح »۲ بكلّ ما يتنفّس ويتأذّى بجسمه وروحه ، وبكلّ ما نوى من الخير ولم يوفَّق له ، وبآثار أعماله ، وغير ذلك .
ويشهد لهذا الحمل أيضا :

225.ما رواه الكليني والشيخ الطوسيبأسانيدهما عن أبي البختري، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ،

1.فيا لها شرفاً وكرامة؛ لا يشقّ لها الغبار ؛ اللّهمّ فقتلاً في سبيلك ، تحت راية نبيّك مع أوليائك فارزقنا ، وصلّ على محمّد وآل محمّد .

2. « ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لاَ نَصَبٌ وَ لاَ مَخْمَصَةٌ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَ لاَ يَطَـئونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَ لاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَــلِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَ لاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَ لاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ » (التوبة: ۱۲۰ و۱۲۱ ) . وهذه الآية تدلّ على أنّه يُكتَب للمجاهد في سبيل اللّه ـ بإزاء كلّ ما يُصيبه من ظَمَأ ونَصَب ومخمصة في سبيل اللّه وبكلّ ما . . . ـ عَمَل صالِح . فكلّ واحد منها وإن لم يصدق عليه اسم العمل بل كلّها من أجزاء عملٍ واحد إلاّ أنّه سبحانه بعظيم فضله يكتب له بكلّ منها أجرَ عمل صالح . والظاهر أنّ المراد بـِ « عَمَلٌ صَــلِحٌ » ـ بعد كون الأعمال من الحقائق المتفاضلة ذات المراتب المشكِّكة ـ هو «عمل» من صنف ما تحقّقت في ضمنه هذه الاُمور ـ أعني الجهاد أو الشهادة ـ تفضّلاً منه تعالى . راجع في هذا المعنى وسائل الشيعة : ج۱۵ ص۱۱ ح۱۹۹۰۴ عن الكليني والصدوق بأسانيدهما و ص۱۳ ح۱۹۹۱۰ عن الكليني والشيخ بإسنادهما عن أبي البختري عنه عليه السلام .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 230442
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي