السبب الثامن والعشرون : تشكيكية العناوين
إذا لوحظ المفهوم الكلي في مقام التطبيق على أفراده ومصاديقه فهو على نحوين : متواطئ ومشكِّك .
فالمتواطئ : هو أن يكون المعنى صادقا على كثيرين بالتساوي من غير أن يكون وجوده في بعض الأفراد أولى من وجوده في البعض الآخر ولا أقدم ولا أشدّ .
والمشكِّك : هو أن يكون وجود المفهوم في بعض الأفراد أولى أو أقدم أو أشدّ من وجوده في البعض الآخر . ۱
وأمّا سببية التشكيك للاختلاف فلأنّه قد يكون موضوع الحديثين ـ أو الأحاديث ـ واحدا ، وله مفهوم ينطبق على أفراده ومصاديقه بالتشكيك فيُثبِت أحد الحديثين لذاك الموضوع حكما ينفيه عنه الآخر ، فيتراءى منهما الاختلاف والتنافي ، لكنَّ الخبير بلسان السُنّة ومذاقها يعرف أنّهما غير ناظرين إلى طبيعة المفهوم ، بل كلّ منهما ناظر إلى مرتبة منه تختلف عن غيرها .
المثال الأوّل : الوضوء بالنبيذ
۲۲۸.۱ . روى الشيخ الطوسي قدس سرهبإسناده عن عبد اللّه بن المغيرة، عن بعض الصادقين عليهم السلامقال : إذا كان الرجل لا يقدر على الماء وهو يقدر على اللبن فلا يتوضّأباللبن ، إنّما هو الماء أو التيمّم ، فإن لم يقدر على الماء وكان نبيذا فإنّي سمعت حريز ا يذكر في حديث أنَّ النبيّ صلى الله عليه و آله